القديس مكسيموس المعترف (662م)
مــنــتــدى الــكــنــيــســة الأرثــوذكــســيــة - فــلــســطــيــن - الأرض الــمــقدســة :: الفئة الأولى :: سير القديسين
صفحة 1 من اصل 1
القديس مكسيموس المعترف (662م)
القديس مكسيموس المعترف (662م)
21/ 1 شرقي (3/ 2 غربي)
ولد لعائلة مرموقة في القسطنطينية سنة 580م، كان على ذكاء خارق وبقدرة مميزة على التأملات الفلسفية السامية، درس فلمع وانخرط في السلك السياسي، عينه الإمبراطور هيراكليوس (610م) أمين سره. وبعد ثلاث سنوات تخلى عن وظيفته وترهّب في دير والدة الإله في خريسوبوليس.
أقام في جزيرة كريت لبعض الوقت حيث شرع يقاوم لاهوتيين من أصحاب الطبيعة الواحدة دفاعاً عن الإيمان الأرثوذكسي القويم. ثم انتقل إلى قبرص ووصل أخيراً إلى قرطاجة عام 632م. فالتقى القديس صفرونيوس الأورشليمي وانضم إليه. إذ يومذاك كان مقيماً هو وعدد من رهبان فلسطين في دير أوكراتا حيث التجأوا إثر استيلاء الفرس على أورشليم.
هيراقليوس الإمبراطور سعى إلى اعادة تنظيم الإمبراطورية البيزنطية المتزعزعة وإلى التحضير لهجوم معاكس ضد الفرس. وكان لا بد من إعادة اللحمة بين المسيحيين تجنباً لتحول أصحاب الطبيعة الواحدة (هرطقة مونوفيسزم) نحو الفرس أو العرب. لهذا كلف الإمبراطور البطريرك القسطنطيني سيرجيوس إعادة صيغة لاهوتية وسيطة تكفل كسب رضى أصحاب المشيئة الواحدة دون أن تتنكر للمجمع الخلقيدوني. كتب سيرجيوس صيغة وحدة تقوم على أساس وحدانية الطاقة في المسيح يسوع. وفي سنة 630م عين الإمبراطور كيرُس بطريركاً على الاسكندرية وكلفه بتحقيق الوحدة. وما أن جرى توقيع الاتفاق، خرج صفرونيوس الأورشليمي من صمته ودافع عن الإيمان الأرثوذكسي الخلقيدوني القائل بطبيعتين للمسيح يسوع. وكذلك مكسيموس دافع من قرطاجة عن قول القديس صفرونيوس معلمه. وما أن أصدر الإمبراطور مرسوم الاكتيسيس سنة 628م وأكد حظر الكلام على الطاقتين فارضاً على الجميع الاعتراف بإرادة واحدة في المسيح (هرطقة المونوثيلزم)، حتى وخرج مكسيموس وجاهر بالحقيقة الأرثوذكسية جهراً. ذاك الوقت كان القديس صفرونيوس قد مات واتجهت الأنظار نحو مكسيموس الذي اعتبر أبرز المتحدثين رسمياً بلسان الأرثوذكسية.
أصدر الإمبراطور قسطنديوس الثاني مرسوم التيّبوس سنة 648م يحظر فيه مناقشة موضوع الطبيعتين والمشيأتين. عليه بوشر بملاحقة الفريق الأرثوذكسي واضطهاده. بالأخص الرهبان وأصدقاء مكسيموس، أما مكسيموس فالتحق بمرتينوس الأول أسقف رومية، الذي عزم على دعم الإيمان الأرثوذكسي القويم ودعا إلى عقد مجمع اللاتراني سنة 649م الذي أدان هرطقة المشيأة الواحدة ونبذ المرسوم الإمبراطوري. فأرسل الإمبراطور بجيشه إلى رومية واعتقل أسقفها مرتينوس واستاقوه كمجرم إلى القسطنطينية حيث حكم عليه بالنفي. ثم أقتيد إلى شرصونية حيث قضى شهيداً في أيلول من السنة 655م.
أما القديس مكسيموس فجرى توقيفه مع تلميذه أناستاسيوس وأنستاسيوس آخر كان مندوباً لأسقف رومية. أودع الثلاثة السجن أشهراً طوالاً، وجهت لمكسيموس تهم سياسية بالدرجة الأولى، أنه ناهض السلطة الرسمية وبارك اجتياح العرب لمصر وأفريقيا. وتهمته الثانية أنه تسبب في بذر الشقاق في الكنيسة بسبب عقيدته.
أجاب مكسيموس بهدوء وبثبات عزم. حكم عليه بالنفي إلى بيزيا في ثراقيه. بقي مكسيموس في المنفى مدة طويلة ذاق فيها أمر العذاب، أخيراً قرر الإمبراطور فتح الحوار معه عسى أن يقتنع مكسيموس وينضم إلى صفوف الهرطقة، أوفد الإمبراطور سفارة من الأسقف ثيوذوسيوس ونبيلين إلى مكسيموس، ولما دخلوا معه في موضوع لاهوتي فنّد حججهم ودحض مزاعمهم. فثارت ثائرتهم عليه وأمطروه شتماً وضرباً وانصرفوا.
بعد ذلك نقل مكسيموس إلى بربريس حيث بقي مُحتجزاً مدة ست سنوات بانتظار محاكمة جديدة. وفي سنة 662م مثل أمام البطريرك القسطنطيني بيروس ومجمعه. سألوه: من أي كنيسة أنت من القسطنطينية من رومية من أنطاكية من الإسكندرية من أورشليم؟ فها هم متحدون فيما بينهم. فأجاب مكسيموس: "ان الكنيسة الجامعة هي الاعتراف بالإيمان الصحيح والخلاصي بإله الكون". فلعنوه وسلموه لحاكم المدينة الذي حكم عليه بالجلد وقطع لسانه ويده اليمنى اللذين بهما اعترف بإيمانه، ثم وضعوه في قلعة في اقاصي القوقاز، في لازيكوس. هناك لفظ أنفاسه الأخيرة في 14 آب 662م عن عمر يناهز الثانية والثمانين.
تعيّد له كنيستنا الأرثوذكسية ثلاث مرات في السنة: في الحادي والعشرين من شهر كانون الثاني، وفي يوم رقاده 13 آب، وفي 20 ايلول.
21/ 1 شرقي (3/ 2 غربي)
ولد لعائلة مرموقة في القسطنطينية سنة 580م، كان على ذكاء خارق وبقدرة مميزة على التأملات الفلسفية السامية، درس فلمع وانخرط في السلك السياسي، عينه الإمبراطور هيراكليوس (610م) أمين سره. وبعد ثلاث سنوات تخلى عن وظيفته وترهّب في دير والدة الإله في خريسوبوليس.
أقام في جزيرة كريت لبعض الوقت حيث شرع يقاوم لاهوتيين من أصحاب الطبيعة الواحدة دفاعاً عن الإيمان الأرثوذكسي القويم. ثم انتقل إلى قبرص ووصل أخيراً إلى قرطاجة عام 632م. فالتقى القديس صفرونيوس الأورشليمي وانضم إليه. إذ يومذاك كان مقيماً هو وعدد من رهبان فلسطين في دير أوكراتا حيث التجأوا إثر استيلاء الفرس على أورشليم.
هيراقليوس الإمبراطور سعى إلى اعادة تنظيم الإمبراطورية البيزنطية المتزعزعة وإلى التحضير لهجوم معاكس ضد الفرس. وكان لا بد من إعادة اللحمة بين المسيحيين تجنباً لتحول أصحاب الطبيعة الواحدة (هرطقة مونوفيسزم) نحو الفرس أو العرب. لهذا كلف الإمبراطور البطريرك القسطنطيني سيرجيوس إعادة صيغة لاهوتية وسيطة تكفل كسب رضى أصحاب المشيئة الواحدة دون أن تتنكر للمجمع الخلقيدوني. كتب سيرجيوس صيغة وحدة تقوم على أساس وحدانية الطاقة في المسيح يسوع. وفي سنة 630م عين الإمبراطور كيرُس بطريركاً على الاسكندرية وكلفه بتحقيق الوحدة. وما أن جرى توقيع الاتفاق، خرج صفرونيوس الأورشليمي من صمته ودافع عن الإيمان الأرثوذكسي الخلقيدوني القائل بطبيعتين للمسيح يسوع. وكذلك مكسيموس دافع من قرطاجة عن قول القديس صفرونيوس معلمه. وما أن أصدر الإمبراطور مرسوم الاكتيسيس سنة 628م وأكد حظر الكلام على الطاقتين فارضاً على الجميع الاعتراف بإرادة واحدة في المسيح (هرطقة المونوثيلزم)، حتى وخرج مكسيموس وجاهر بالحقيقة الأرثوذكسية جهراً. ذاك الوقت كان القديس صفرونيوس قد مات واتجهت الأنظار نحو مكسيموس الذي اعتبر أبرز المتحدثين رسمياً بلسان الأرثوذكسية.
أصدر الإمبراطور قسطنديوس الثاني مرسوم التيّبوس سنة 648م يحظر فيه مناقشة موضوع الطبيعتين والمشيأتين. عليه بوشر بملاحقة الفريق الأرثوذكسي واضطهاده. بالأخص الرهبان وأصدقاء مكسيموس، أما مكسيموس فالتحق بمرتينوس الأول أسقف رومية، الذي عزم على دعم الإيمان الأرثوذكسي القويم ودعا إلى عقد مجمع اللاتراني سنة 649م الذي أدان هرطقة المشيأة الواحدة ونبذ المرسوم الإمبراطوري. فأرسل الإمبراطور بجيشه إلى رومية واعتقل أسقفها مرتينوس واستاقوه كمجرم إلى القسطنطينية حيث حكم عليه بالنفي. ثم أقتيد إلى شرصونية حيث قضى شهيداً في أيلول من السنة 655م.
أما القديس مكسيموس فجرى توقيفه مع تلميذه أناستاسيوس وأنستاسيوس آخر كان مندوباً لأسقف رومية. أودع الثلاثة السجن أشهراً طوالاً، وجهت لمكسيموس تهم سياسية بالدرجة الأولى، أنه ناهض السلطة الرسمية وبارك اجتياح العرب لمصر وأفريقيا. وتهمته الثانية أنه تسبب في بذر الشقاق في الكنيسة بسبب عقيدته.
أجاب مكسيموس بهدوء وبثبات عزم. حكم عليه بالنفي إلى بيزيا في ثراقيه. بقي مكسيموس في المنفى مدة طويلة ذاق فيها أمر العذاب، أخيراً قرر الإمبراطور فتح الحوار معه عسى أن يقتنع مكسيموس وينضم إلى صفوف الهرطقة، أوفد الإمبراطور سفارة من الأسقف ثيوذوسيوس ونبيلين إلى مكسيموس، ولما دخلوا معه في موضوع لاهوتي فنّد حججهم ودحض مزاعمهم. فثارت ثائرتهم عليه وأمطروه شتماً وضرباً وانصرفوا.
بعد ذلك نقل مكسيموس إلى بربريس حيث بقي مُحتجزاً مدة ست سنوات بانتظار محاكمة جديدة. وفي سنة 662م مثل أمام البطريرك القسطنطيني بيروس ومجمعه. سألوه: من أي كنيسة أنت من القسطنطينية من رومية من أنطاكية من الإسكندرية من أورشليم؟ فها هم متحدون فيما بينهم. فأجاب مكسيموس: "ان الكنيسة الجامعة هي الاعتراف بالإيمان الصحيح والخلاصي بإله الكون". فلعنوه وسلموه لحاكم المدينة الذي حكم عليه بالجلد وقطع لسانه ويده اليمنى اللذين بهما اعترف بإيمانه، ثم وضعوه في قلعة في اقاصي القوقاز، في لازيكوس. هناك لفظ أنفاسه الأخيرة في 14 آب 662م عن عمر يناهز الثانية والثمانين.
تعيّد له كنيستنا الأرثوذكسية ثلاث مرات في السنة: في الحادي والعشرين من شهر كانون الثاني، وفي يوم رقاده 13 آب، وفي 20 ايلول.
مــنــتــدى الــكــنــيــســة الأرثــوذكــســيــة - فــلــســطــيــن - الأرض الــمــقدســة :: الفئة الأولى :: سير القديسين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى