اهتم بالنور
مــنــتــدى الــكــنــيــســة الأرثــوذكــســيــة - فــلــســطــيــن - الأرض الــمــقدســة :: الفئة الأولى :: مواضيع عامة
صفحة 1 من اصل 1
اهتم بالنور
اهتم بالنور
بقلم الأب / أنتوني م. كونياريس
كاهن كنيسة القديسة مريم للروم الأرثوذكس في مينا بولس
كان حارس أحد الفنارات في فرنسا يزهو بتألق نور مصباحه، و سُئل مره: "ماذا يحدث إذا انطفأ المصباح؟" فأجاب : " مستجيل!، فإن انطفأ النور الليلة، من يدري كم من هذه السفن سوف تغرق، دائماً أحب أن أفكر في أن أعين العالم كله مثبتة على ضوء مصباحي!".
بطريقة مشابهة، فإن أعين العالم كله مثبتة على أتباع المسيح، قال المسيح يوماً في الإنجيل: "أنتم نور العالم" (مت 5 : 14) . أنتم مثل مدينة كائنة على جبل، يضيء نورها إلى مسافات بعيدة في الظلام. أنتم مثل شمعة موضوعة على شمعدان تضيئون لكل من حولكم. " ليضيء نوركم قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة و يمجدوا أباكم الذي في السماوات" (مت 5 : 16).
في ليلة ما جلس صبي صغير على كرسي غرفته، و كانت أنفه الدحداحة (أنفه الدحداحة تعني : أن أنفه كانت قصيرة و بدينة). تضغط على النافذة بينما كان يرقب الطريق. كان يلاحظ مُشعل مصابيح الجاز القديمة في الشوارع. دعته أمه مره على العشاء فلم يسمع، نادت عليه مرة ثانية فلم يستجب، و لما كان من اللازم أن تناديه مرة ثالثة، فإن أمه ذهبت إلى حجرته، و لدهشتها وجدته و قد استغرف في نظره إلى مشعل المصابيح. فلما رأى أمه صاح انظري! انظري! يوجد رجل يعمل ثقوباً في الظلام". يقول لنا الرب يسوع المسيح إنه يتوقع من كل مسيحي أن يكون مشعل مصابيح يثقب فتحات في الظلام، و لكن نحن نتساءل : أين و كيف يمكننا أن نثقب ثقوباً في عالم اليوم؟.
أول كل شيء، يلزمنا أن نبدي إهتماماً للحياة الروحية لقريبنا. فقد صبى صغير شهادة ميلاده و هو في طريقه إلى المدرسة، فقال لمُدَرسِهِ و هو يبكي :" لقد فقدت هويتي أنني ولدت". يوجد كثيرون في عالم اليوم، قد يكون بعضهم أصدقاءنا أو معارفنا أو أقاربنا و قد فقدوا هويتهم، الحياة لا تعني شيئاً لهم، لقد فقدوا المسيح و الكنيسة. توجد مسؤولية خطيرة و مهيبة علينا لنجذب هؤلاء الناس إلى المسيح و إلى كنيسته. إ كان هؤلاء مصابين بالكساح و يوجد لدينا علاج لشلل الأطفال هذا، أما كانت هذه تحسب علينا جريمة أن نرفض الإشتراك في علاجهم؟ فهل تكون جريمة أقل أن نُمسك عن هؤلاء الذين يعيشون في الظلام، المسيح الذي هو نور العالم؟
أعرف كاهناً قال لصديقه:" هل تعلم أنني مشتاق لرؤيتك في الكنيسة". هذا الشخص أخذه العجب أن يعلم أنه يوجد من يريد أن يراه عندما تغيب عن حضور القداس يوم الأحد. و من ذلك الوقت أخذ يواظب بإخلاص – مع أسرته- على حضور الكنيسة. كل ما كان يلزم، مجرد إبداء نوع من الإهتمام الشخصي بصديق! إن أعظم عطية يمكن أن يقدمها إنسان إلى شخص هو المسيح. قليلون جداً هم الذين لا يمكنهم أن يمضي يومهم دون أن يكونوا قد تلامسوا مع شخص لا يعرف المسيح، و هو في احتياج شديد لمعرفته. أنا أعمل أننا نتردد أحياناً في أن نتكلم مع آخرين عن المسيح، لكن دعنا نتذكر أننا عندما نكلم آخرين عن المسيح و عن الكنيسة، فنحن لا نسألهم أن يتبعونا، إننا نسألهم أن يتبعوا المسيح. إن البشارة بالإنجيل هي عبارة عن : " شحاذ يبلغ شحاذاً آخر أين يجد الطعام". "أنتم نور العالم".
يكتب القديس بولس لأهل فيلبي فيقول : " لكي تكونوا بلا لوم و بسطاء، أولاداً لله بلا عيب في وسط جيل معوج و ملتو، تضيئون بينهم كأنوار في العالم" ( في 2 : 14 و 15). نحن نعيش في عالم انحطت و تردت فيه المستويات الأخلاقية إلى مستوى البهيمية. لقد أصبح من السهل أن تعمل في تطابق مع ظلمة العالم. يوجد قليلون يريدون أن يكونوا مختلفين، شاذين، غرباء. لكن لأجل المسيح يجب أن نكون هكذا.
يقول القديس بطرس : " ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس" (أع 5 : 29). ينبغي أن نعيش بخلاف نغمة طبول و موسيقى الشوارع، لأننا نخطو على إيقاع و نغمات دقات طبال آخر : إنه المسيح. " أنتم نور العامل" . نحتاج أيضاً أن نضئ كأنوار في عتمة الآلام. قيل يوماً لشخص مسيحي مكرس من أعماقه للرب إنه مصاب بسرطان خبيث لا شفاء منه، فكتب هذا الإنسان شهادة تبين كيف ضياء إيمانه المسيحي قد طرد ظلام اليأس من قلبه، ها أشارككم جزءاً من شهادته: " عندما قرأت أن السرطان هو أردأ عدو للإنسان، كنت من جهتي غير متأكد من هذا، لأنني لا أظن أن الله يسمح بأعداء أن يسودوا، و لكن أظن أنه بالأحرى يستخدم الأشياء التي نخافها لتجذبنا أكثر إلى القرب منه. و حيث إنه لابد أننا سوف نموت جميعاً، فإن الله يبدو متلطفاً عندما يُرسل سفيراً يتقدم بتحذير هادئ لطيف و لكنه أيضاً أكيد. بالتأكيد يمكننا جميعاً أن نستخدم الوقت القليل لنستعد للدينونة. و لكن حقيقة أن شخصاً مصاباً بالسرطان، فإن هذا يعمق نظرة الشخص بأكملها للحياة، فتصبح الأرض أكثر جمالاً، و السماء أكثر سطوعاً، و كل لحظة من اليوم مملوءة كنوزاً، و ما إذا كنا مرضى أو أصحاء، فنحن أولاد الله، محبوبون من الأعماق له، و محروسون بالعناية الإلهية.. إن الموت ليس النهاية، و لكنه بداية الحياة الوحيدة التي يمكنها أن تشبع لا محدودية الإشتياقات العظيمة و التي لا تهدأ لروح الإنسان".
يقول السيد المسيح : " في العالم سيكون لكم ضيق، و لكن افرحوا، أنا قد غلبت العالم" (يو 16 : 33 ). انظروا كم وضحت جيداً كلمات ربنا من خلال مثال آلام هذا المسيحي المريض بالسرطان، حقاً إن شهادته استعلنت بالإلهام. "أنتم نور العالم".
و لكن قد تتساءل :" كيفي مكنني أن أكون نوراً للمسيح في بيتي، في عملي ، في آلامي، لأولئك الذين فقدوا هويتهم للعالم المحيط بي؟.
قد تساعد القصة التالية للإجابة على السؤال، و القصة عنوانها: "وصفة لتضيئ" . عاد جندي من ألمانيا و معه حقيبة فوسفورية تضئ في الظلام. و في أحد الأمسيات بينما كان مع رفقائه، فإنه أحضر الحقيبة ليريهم إياها، ثم أطفأ الأنوار و لكن صممت الحقيبة الفسفورية بإصرار ألا تضيء، فظن الجندي أنهم خدعوه في الشراء. و في اليوم التالي، بينما كان الجندي يفحص بدقة الحقيبة التي اشتراها، وجد مكتوباً على جانب منها : " إذا كنت تريدني أن أضئ، ضعني في ضوء الشمس"، ثم أنه اتبع التعليمات، ووضع الشنطة في مكان يمكنها من خلاله امتصاص أشعة الشمس، ثم اكتشف بعدئذ كيف كان ضياؤها باهراً في حجرة مظلمة. لا نقدر أن نكون أنواراً للمسيح في العالم إن لم نعش في حضرته يوماً فيوماً، نعرض أنفسنا إلى ضوء تعاليمه و للنعمة من خلال الصلاة، قراءة الإنجيل، المواظبة على القداسات و الخدمات و التناول، عندئذ نقدر أن نكون ما يريده منا المسيح: "أنوار تضيء في الظلمة". دعنى أشاركك هذه القصة الشخصية لإنسانة تزوجت من أمين على فنار، فتقول القصة :" كنت أعيش في منطقة ساندي هوك Sandy Hook عندما تعرفتُ لأول مره بزوجي، ثم أخذني لهذا الفنار عندما صرت زوجة له، و كم كنت مسرورة بالمعيشة هناك، فالفنار كان على البر، و كان لنا حديقة نزرع فيها الزهور. و لكن حدث يوماً أن نقلتنا الحكومة للعمل على فنار مقام وسط الماء على أحد الشعاب، و جاء اليوم الذي قلت فيه لزوجي:" لا يمكنني البقاء هنا، إن رؤية المياه في كل مكان من حولي تجعلني أشعر بالوحشة". و رفضت أن أحل حقائبي، و لكن لسبب ما حللتها و ظللت في هذا المكان لأربعين سنة.
" أصيب زوجي ذات ليلة بالبرد بينما كان يعتني بالمصباح، و تحول المرض إلي إلتهاب رئوي مات زوجي على أثره، و دفناه على البر القريب من الفنار. و في كل صباح كانت تشرق فيه الشمس كنت أقف لأنظر تجاه قبره، فكنت أرى الآكام أحياناً بُنية اللون، و أحياناً خضراء، و أحياناً بيضاء مكسوة بالثلج، و لكن كانت كلها توصل لي رسالة منه _ كما لو كان صوتاً أسمعه أوضح من أي شيء آخر، و هو من كلمتين: "إهتمي بالمشعل".
هذا بالضبط ما يقوله لنا المسيح :"إعتنوا بالمصباح". ليس لكم أن تتأثروا بالجو الخارجي المحيط بكم، و لكنكم كأتباعي و تلاميذي، ينبغي أن تكونوا صانعي جو خاص في منازلكم، في أعمالكم، في آلامكم، في العالم.
"أنتم نور العالم... فليضيء نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة و يمجدوا أباكم في السموات" (مت 5 : 14 و 16).
بقلم الأب / أنتوني م. كونياريس
كاهن كنيسة القديسة مريم للروم الأرثوذكس في مينا بولس
كان حارس أحد الفنارات في فرنسا يزهو بتألق نور مصباحه، و سُئل مره: "ماذا يحدث إذا انطفأ المصباح؟" فأجاب : " مستجيل!، فإن انطفأ النور الليلة، من يدري كم من هذه السفن سوف تغرق، دائماً أحب أن أفكر في أن أعين العالم كله مثبتة على ضوء مصباحي!".
بطريقة مشابهة، فإن أعين العالم كله مثبتة على أتباع المسيح، قال المسيح يوماً في الإنجيل: "أنتم نور العالم" (مت 5 : 14) . أنتم مثل مدينة كائنة على جبل، يضيء نورها إلى مسافات بعيدة في الظلام. أنتم مثل شمعة موضوعة على شمعدان تضيئون لكل من حولكم. " ليضيء نوركم قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة و يمجدوا أباكم الذي في السماوات" (مت 5 : 16).
في ليلة ما جلس صبي صغير على كرسي غرفته، و كانت أنفه الدحداحة (أنفه الدحداحة تعني : أن أنفه كانت قصيرة و بدينة). تضغط على النافذة بينما كان يرقب الطريق. كان يلاحظ مُشعل مصابيح الجاز القديمة في الشوارع. دعته أمه مره على العشاء فلم يسمع، نادت عليه مرة ثانية فلم يستجب، و لما كان من اللازم أن تناديه مرة ثالثة، فإن أمه ذهبت إلى حجرته، و لدهشتها وجدته و قد استغرف في نظره إلى مشعل المصابيح. فلما رأى أمه صاح انظري! انظري! يوجد رجل يعمل ثقوباً في الظلام". يقول لنا الرب يسوع المسيح إنه يتوقع من كل مسيحي أن يكون مشعل مصابيح يثقب فتحات في الظلام، و لكن نحن نتساءل : أين و كيف يمكننا أن نثقب ثقوباً في عالم اليوم؟.
أول كل شيء، يلزمنا أن نبدي إهتماماً للحياة الروحية لقريبنا. فقد صبى صغير شهادة ميلاده و هو في طريقه إلى المدرسة، فقال لمُدَرسِهِ و هو يبكي :" لقد فقدت هويتي أنني ولدت". يوجد كثيرون في عالم اليوم، قد يكون بعضهم أصدقاءنا أو معارفنا أو أقاربنا و قد فقدوا هويتهم، الحياة لا تعني شيئاً لهم، لقد فقدوا المسيح و الكنيسة. توجد مسؤولية خطيرة و مهيبة علينا لنجذب هؤلاء الناس إلى المسيح و إلى كنيسته. إ كان هؤلاء مصابين بالكساح و يوجد لدينا علاج لشلل الأطفال هذا، أما كانت هذه تحسب علينا جريمة أن نرفض الإشتراك في علاجهم؟ فهل تكون جريمة أقل أن نُمسك عن هؤلاء الذين يعيشون في الظلام، المسيح الذي هو نور العالم؟
أعرف كاهناً قال لصديقه:" هل تعلم أنني مشتاق لرؤيتك في الكنيسة". هذا الشخص أخذه العجب أن يعلم أنه يوجد من يريد أن يراه عندما تغيب عن حضور القداس يوم الأحد. و من ذلك الوقت أخذ يواظب بإخلاص – مع أسرته- على حضور الكنيسة. كل ما كان يلزم، مجرد إبداء نوع من الإهتمام الشخصي بصديق! إن أعظم عطية يمكن أن يقدمها إنسان إلى شخص هو المسيح. قليلون جداً هم الذين لا يمكنهم أن يمضي يومهم دون أن يكونوا قد تلامسوا مع شخص لا يعرف المسيح، و هو في احتياج شديد لمعرفته. أنا أعمل أننا نتردد أحياناً في أن نتكلم مع آخرين عن المسيح، لكن دعنا نتذكر أننا عندما نكلم آخرين عن المسيح و عن الكنيسة، فنحن لا نسألهم أن يتبعونا، إننا نسألهم أن يتبعوا المسيح. إن البشارة بالإنجيل هي عبارة عن : " شحاذ يبلغ شحاذاً آخر أين يجد الطعام". "أنتم نور العالم".
يكتب القديس بولس لأهل فيلبي فيقول : " لكي تكونوا بلا لوم و بسطاء، أولاداً لله بلا عيب في وسط جيل معوج و ملتو، تضيئون بينهم كأنوار في العالم" ( في 2 : 14 و 15). نحن نعيش في عالم انحطت و تردت فيه المستويات الأخلاقية إلى مستوى البهيمية. لقد أصبح من السهل أن تعمل في تطابق مع ظلمة العالم. يوجد قليلون يريدون أن يكونوا مختلفين، شاذين، غرباء. لكن لأجل المسيح يجب أن نكون هكذا.
يقول القديس بطرس : " ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس" (أع 5 : 29). ينبغي أن نعيش بخلاف نغمة طبول و موسيقى الشوارع، لأننا نخطو على إيقاع و نغمات دقات طبال آخر : إنه المسيح. " أنتم نور العامل" . نحتاج أيضاً أن نضئ كأنوار في عتمة الآلام. قيل يوماً لشخص مسيحي مكرس من أعماقه للرب إنه مصاب بسرطان خبيث لا شفاء منه، فكتب هذا الإنسان شهادة تبين كيف ضياء إيمانه المسيحي قد طرد ظلام اليأس من قلبه، ها أشارككم جزءاً من شهادته: " عندما قرأت أن السرطان هو أردأ عدو للإنسان، كنت من جهتي غير متأكد من هذا، لأنني لا أظن أن الله يسمح بأعداء أن يسودوا، و لكن أظن أنه بالأحرى يستخدم الأشياء التي نخافها لتجذبنا أكثر إلى القرب منه. و حيث إنه لابد أننا سوف نموت جميعاً، فإن الله يبدو متلطفاً عندما يُرسل سفيراً يتقدم بتحذير هادئ لطيف و لكنه أيضاً أكيد. بالتأكيد يمكننا جميعاً أن نستخدم الوقت القليل لنستعد للدينونة. و لكن حقيقة أن شخصاً مصاباً بالسرطان، فإن هذا يعمق نظرة الشخص بأكملها للحياة، فتصبح الأرض أكثر جمالاً، و السماء أكثر سطوعاً، و كل لحظة من اليوم مملوءة كنوزاً، و ما إذا كنا مرضى أو أصحاء، فنحن أولاد الله، محبوبون من الأعماق له، و محروسون بالعناية الإلهية.. إن الموت ليس النهاية، و لكنه بداية الحياة الوحيدة التي يمكنها أن تشبع لا محدودية الإشتياقات العظيمة و التي لا تهدأ لروح الإنسان".
يقول السيد المسيح : " في العالم سيكون لكم ضيق، و لكن افرحوا، أنا قد غلبت العالم" (يو 16 : 33 ). انظروا كم وضحت جيداً كلمات ربنا من خلال مثال آلام هذا المسيحي المريض بالسرطان، حقاً إن شهادته استعلنت بالإلهام. "أنتم نور العالم".
و لكن قد تتساءل :" كيفي مكنني أن أكون نوراً للمسيح في بيتي، في عملي ، في آلامي، لأولئك الذين فقدوا هويتهم للعالم المحيط بي؟.
قد تساعد القصة التالية للإجابة على السؤال، و القصة عنوانها: "وصفة لتضيئ" . عاد جندي من ألمانيا و معه حقيبة فوسفورية تضئ في الظلام. و في أحد الأمسيات بينما كان مع رفقائه، فإنه أحضر الحقيبة ليريهم إياها، ثم أطفأ الأنوار و لكن صممت الحقيبة الفسفورية بإصرار ألا تضيء، فظن الجندي أنهم خدعوه في الشراء. و في اليوم التالي، بينما كان الجندي يفحص بدقة الحقيبة التي اشتراها، وجد مكتوباً على جانب منها : " إذا كنت تريدني أن أضئ، ضعني في ضوء الشمس"، ثم أنه اتبع التعليمات، ووضع الشنطة في مكان يمكنها من خلاله امتصاص أشعة الشمس، ثم اكتشف بعدئذ كيف كان ضياؤها باهراً في حجرة مظلمة. لا نقدر أن نكون أنواراً للمسيح في العالم إن لم نعش في حضرته يوماً فيوماً، نعرض أنفسنا إلى ضوء تعاليمه و للنعمة من خلال الصلاة، قراءة الإنجيل، المواظبة على القداسات و الخدمات و التناول، عندئذ نقدر أن نكون ما يريده منا المسيح: "أنوار تضيء في الظلمة". دعنى أشاركك هذه القصة الشخصية لإنسانة تزوجت من أمين على فنار، فتقول القصة :" كنت أعيش في منطقة ساندي هوك Sandy Hook عندما تعرفتُ لأول مره بزوجي، ثم أخذني لهذا الفنار عندما صرت زوجة له، و كم كنت مسرورة بالمعيشة هناك، فالفنار كان على البر، و كان لنا حديقة نزرع فيها الزهور. و لكن حدث يوماً أن نقلتنا الحكومة للعمل على فنار مقام وسط الماء على أحد الشعاب، و جاء اليوم الذي قلت فيه لزوجي:" لا يمكنني البقاء هنا، إن رؤية المياه في كل مكان من حولي تجعلني أشعر بالوحشة". و رفضت أن أحل حقائبي، و لكن لسبب ما حللتها و ظللت في هذا المكان لأربعين سنة.
" أصيب زوجي ذات ليلة بالبرد بينما كان يعتني بالمصباح، و تحول المرض إلي إلتهاب رئوي مات زوجي على أثره، و دفناه على البر القريب من الفنار. و في كل صباح كانت تشرق فيه الشمس كنت أقف لأنظر تجاه قبره، فكنت أرى الآكام أحياناً بُنية اللون، و أحياناً خضراء، و أحياناً بيضاء مكسوة بالثلج، و لكن كانت كلها توصل لي رسالة منه _ كما لو كان صوتاً أسمعه أوضح من أي شيء آخر، و هو من كلمتين: "إهتمي بالمشعل".
هذا بالضبط ما يقوله لنا المسيح :"إعتنوا بالمصباح". ليس لكم أن تتأثروا بالجو الخارجي المحيط بكم، و لكنكم كأتباعي و تلاميذي، ينبغي أن تكونوا صانعي جو خاص في منازلكم، في أعمالكم، في آلامكم، في العالم.
"أنتم نور العالم... فليضيء نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة و يمجدوا أباكم في السموات" (مت 5 : 14 و 16).
مــنــتــدى الــكــنــيــســة الأرثــوذكــســيــة - فــلــســطــيــن - الأرض الــمــقدســة :: الفئة الأولى :: مواضيع عامة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى