تذكار أبينا الجليل في القديسين غريغوريوس النيصصي (+395م)
مــنــتــدى الــكــنــيــســة الأرثــوذكــســيــة - فــلــســطــيــن - الأرض الــمــقدســة :: الفئة الأولى :: سير القديسين
صفحة 1 من اصل 1
تذكار أبينا الجليل في القديسين غريغوريوس النيصصي (+395م)
تذكار أبينا الجليل في القديسين غريغوريوس النيصصي (+395م)
10/ 1 شرقي (23/ 1 غربي)
هو الابن الرابع لباسيليوس الشيخ وإميليا القديسين وأخ القديسين باسيليوس الكبير (1 كانون الثاني) ومكرينا (19 تموز) وبطرس السبسطي (9 كانون الثاني)، ولد في سنة 321م أصغر من أخيه باسيليوس بسنوات قليلة. عاشت هذه العائلة في جو من التقوى والفضيلة، كان إنطوائياً إلى حد بعيد، يميل إلى التأمل والتفكير وإلى القراءة والكتابة. قلما يعرف كيف يتدبر في تعاطيه المال والناس. درس دراسته في قيصرية الكبادوك. ورد أنه كان يتأفف في شبابه من الصلوات الطويلة والتلاوات المزمورية، وهو في العشرين اخذته أمه إلى الكنيسة لحضور سهرانية في كنيسة الأربعين شهيد، وصل غريغوريوس إلى هناك غاضباً ثم تسلل وخرج إلى الحديقة ونام، ولكن أتاه في نومه حلم بدا له كأنه في صحو. وقد شعر برغبة جامحة في العودة إلى الكنيسة والاشتراك في الصلاة، فلما همّ بالتوجه إلى هناك، وكل ذلك بالحلم، إذ بأربعين شهيداً مسلحين يقفون في وجهه ويتهددونه. وكادوا يسحقونه لو لم يرأف به أحدهم. ويبدو أن الحلم كان حياً لدرجة أن غريغوريوس استفاق منه وهو يبكي. ثم قام ودخل الكنيسة مستسمحاً ربه والشهداء.
صار معلم في البلاغة، وكان هذا فيما يبدو على حساب مسيحيته، فقد أرسل إلهي القديس غريغوريوس النزيانيزي اللاهوتي رسالة يلومه ويحثه لأن يعود إلى صوابه. وقد استجاب لنصيحة صديقه وصديق العائلة.
تزوج قديسنا من فتاة اسمها ثيوزيبا، وبقي ملتصقاً بها إلى حين وفاتها سنة 385م، وقد كتب كتاباً "حول العذرية"، لم يدافع عن العزوبية كعزوبية بل تحدث عن المعاناة والهموم التي تواكب الزواج، وخلص إلى أن الوجه الدائر للزواج سبب كاف للإعتراض عنه.
دخل باسيليوس الكبير في صراع مع الإمبراطور الآريوسي فالنس الذي شطر أبرشية قيصرية إلى شطرين وجعل على القسم الأكبر منها أسقفاً آريوسياً اسمه أنثيموس مقره في تيانا. ولكي لا يضعف سلطان القديس باسيليوس عمد إلى خلق أسقفيات جديدة ولو صغيرة، وجعل عليها أساقفة من أتباعه. القديس غريغوريوس النيصصي كان أحد الذين وقع عليهم وزر هذا الصراع. طبعاً كان باسيليوس يعلم أن أخاه غريغوريوس لا يصلح لرعاية شعب. كان يكره عشرة الناس ويكره أن يصدر الأوامر إلى أحد ولا يعرف من مناورات السياسة الكنسية شيئاً إلا أنه كان مستقيم العقيدة ارثوذكسي صنديد. رغم ذلك جعله باسيليوس اسقفاً على مدينة نيصص. لم تكن لغريغوريوس أية معرفة بالسلوك البشري، كما لم تكن له أية فكرة عن القضايا المالية وكيفية معالجتها، لذلك لم يلبث أعداؤه الآريوسيين أن وجههوا إليه اتهامات تتعلق باستعمال أموال أسقفيته وتحويلها لمصلحته. وقد أدين ووضع الحرس الإمبراطوري الأصفاد في يديه، لكنه تمكن من الافلات واختبأ لدى بعضأصحابه. في تلك الأثناء أطاح به مجمع ضم اساقفة أريوسيين وقد مكث مختباً إلى أن مات فالنس الإمبراطور الآريوسي. تعلق الناس بغريغوريوس تعلقاً كبيراً.
عاش غريغوريوس في هدوء إلى وقت وفاة أخيه القديس باسيليوس، وبعد أشهر قليلة توفيت شقيقته القديسة مكرينا، قرر غريوريوس قيادة المسيرة لوحدة مستنداً على الإرث الروحي فأضحى في مقدمة المداقعين عن الأرثوذكسية.
سنة 379م اشترك غريغوريوس في مجمع أنطاكي وزار كنائس البنطس. مدينة سبسطية الأرمنية رغبت في أن يكون اسقفها زانتهى الأمر في اختيار أخيه بطرس اسقفاً عليها. سنة 381م اشترك وصديقه غريغوريوس اللاهوتي في المجمع المسكوني الثاني في القسطنطينية، وقد ألقى الخطبة الافتتاحية ثم بكى وهو يلقي خطبته الجنائزية غثر وفاة القديس ميلاتيوس الأنطاكي. لقب من الإمبراطور "ضامن الأرثوذكسية" في بلاد البنطس. ويذكر أن القسم الأخير من دستور الإيمان النيقاوي من عمله.
جرى تكليف القديس غريغوريوس النيصصي بعدد من المهام منها الاطلاع على وضع الكنيسة في العربية وبابل، وقد عرج على أورشليم فخيبت آماله لا سيما لجحافل الحجاج إليها. كانوا قذرين وعاداتهم في الفنادق أحدثت له صدمة. وجد أورشليم شديدة القذارة زانية وليس في الإمبراطورية مدينة أكثر ميلاً إلى الجريمة منها فلفظ حكمه عليها بقوله: "لا يمكنني أن أتصور السيد عائشاً في الجسد اليوم فيها أو أن ثمة فيضاً من الروح القدس في المكان".
كتب قديسنا كتابات كثيرة من أنضجها كتاب "في التعليم المسيحي" "حياو مكرينا" "حياة موسى" "في نشيد الإنشاد" "في المؤسسات المسيحية" في التطويبات" و"صلاة أبانا".
رقد بالرب سنة 394م، وتعيد له كنيستنا الأرثوذكسية في التاسع من شهر كانون الثاني.
10/ 1 شرقي (23/ 1 غربي)
هو الابن الرابع لباسيليوس الشيخ وإميليا القديسين وأخ القديسين باسيليوس الكبير (1 كانون الثاني) ومكرينا (19 تموز) وبطرس السبسطي (9 كانون الثاني)، ولد في سنة 321م أصغر من أخيه باسيليوس بسنوات قليلة. عاشت هذه العائلة في جو من التقوى والفضيلة، كان إنطوائياً إلى حد بعيد، يميل إلى التأمل والتفكير وإلى القراءة والكتابة. قلما يعرف كيف يتدبر في تعاطيه المال والناس. درس دراسته في قيصرية الكبادوك. ورد أنه كان يتأفف في شبابه من الصلوات الطويلة والتلاوات المزمورية، وهو في العشرين اخذته أمه إلى الكنيسة لحضور سهرانية في كنيسة الأربعين شهيد، وصل غريغوريوس إلى هناك غاضباً ثم تسلل وخرج إلى الحديقة ونام، ولكن أتاه في نومه حلم بدا له كأنه في صحو. وقد شعر برغبة جامحة في العودة إلى الكنيسة والاشتراك في الصلاة، فلما همّ بالتوجه إلى هناك، وكل ذلك بالحلم، إذ بأربعين شهيداً مسلحين يقفون في وجهه ويتهددونه. وكادوا يسحقونه لو لم يرأف به أحدهم. ويبدو أن الحلم كان حياً لدرجة أن غريغوريوس استفاق منه وهو يبكي. ثم قام ودخل الكنيسة مستسمحاً ربه والشهداء.
صار معلم في البلاغة، وكان هذا فيما يبدو على حساب مسيحيته، فقد أرسل إلهي القديس غريغوريوس النزيانيزي اللاهوتي رسالة يلومه ويحثه لأن يعود إلى صوابه. وقد استجاب لنصيحة صديقه وصديق العائلة.
تزوج قديسنا من فتاة اسمها ثيوزيبا، وبقي ملتصقاً بها إلى حين وفاتها سنة 385م، وقد كتب كتاباً "حول العذرية"، لم يدافع عن العزوبية كعزوبية بل تحدث عن المعاناة والهموم التي تواكب الزواج، وخلص إلى أن الوجه الدائر للزواج سبب كاف للإعتراض عنه.
دخل باسيليوس الكبير في صراع مع الإمبراطور الآريوسي فالنس الذي شطر أبرشية قيصرية إلى شطرين وجعل على القسم الأكبر منها أسقفاً آريوسياً اسمه أنثيموس مقره في تيانا. ولكي لا يضعف سلطان القديس باسيليوس عمد إلى خلق أسقفيات جديدة ولو صغيرة، وجعل عليها أساقفة من أتباعه. القديس غريغوريوس النيصصي كان أحد الذين وقع عليهم وزر هذا الصراع. طبعاً كان باسيليوس يعلم أن أخاه غريغوريوس لا يصلح لرعاية شعب. كان يكره عشرة الناس ويكره أن يصدر الأوامر إلى أحد ولا يعرف من مناورات السياسة الكنسية شيئاً إلا أنه كان مستقيم العقيدة ارثوذكسي صنديد. رغم ذلك جعله باسيليوس اسقفاً على مدينة نيصص. لم تكن لغريغوريوس أية معرفة بالسلوك البشري، كما لم تكن له أية فكرة عن القضايا المالية وكيفية معالجتها، لذلك لم يلبث أعداؤه الآريوسيين أن وجههوا إليه اتهامات تتعلق باستعمال أموال أسقفيته وتحويلها لمصلحته. وقد أدين ووضع الحرس الإمبراطوري الأصفاد في يديه، لكنه تمكن من الافلات واختبأ لدى بعضأصحابه. في تلك الأثناء أطاح به مجمع ضم اساقفة أريوسيين وقد مكث مختباً إلى أن مات فالنس الإمبراطور الآريوسي. تعلق الناس بغريغوريوس تعلقاً كبيراً.
عاش غريغوريوس في هدوء إلى وقت وفاة أخيه القديس باسيليوس، وبعد أشهر قليلة توفيت شقيقته القديسة مكرينا، قرر غريوريوس قيادة المسيرة لوحدة مستنداً على الإرث الروحي فأضحى في مقدمة المداقعين عن الأرثوذكسية.
سنة 379م اشترك غريغوريوس في مجمع أنطاكي وزار كنائس البنطس. مدينة سبسطية الأرمنية رغبت في أن يكون اسقفها زانتهى الأمر في اختيار أخيه بطرس اسقفاً عليها. سنة 381م اشترك وصديقه غريغوريوس اللاهوتي في المجمع المسكوني الثاني في القسطنطينية، وقد ألقى الخطبة الافتتاحية ثم بكى وهو يلقي خطبته الجنائزية غثر وفاة القديس ميلاتيوس الأنطاكي. لقب من الإمبراطور "ضامن الأرثوذكسية" في بلاد البنطس. ويذكر أن القسم الأخير من دستور الإيمان النيقاوي من عمله.
جرى تكليف القديس غريغوريوس النيصصي بعدد من المهام منها الاطلاع على وضع الكنيسة في العربية وبابل، وقد عرج على أورشليم فخيبت آماله لا سيما لجحافل الحجاج إليها. كانوا قذرين وعاداتهم في الفنادق أحدثت له صدمة. وجد أورشليم شديدة القذارة زانية وليس في الإمبراطورية مدينة أكثر ميلاً إلى الجريمة منها فلفظ حكمه عليها بقوله: "لا يمكنني أن أتصور السيد عائشاً في الجسد اليوم فيها أو أن ثمة فيضاً من الروح القدس في المكان".
كتب قديسنا كتابات كثيرة من أنضجها كتاب "في التعليم المسيحي" "حياو مكرينا" "حياة موسى" "في نشيد الإنشاد" "في المؤسسات المسيحية" في التطويبات" و"صلاة أبانا".
رقد بالرب سنة 394م، وتعيد له كنيستنا الأرثوذكسية في التاسع من شهر كانون الثاني.
مــنــتــدى الــكــنــيــســة الأرثــوذكــســيــة - فــلــســطــيــن - الأرض الــمــقدســة :: الفئة الأولى :: سير القديسين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى