سمعان العمودي الحديث
مــنــتــدى الــكــنــيــســة الأرثــوذكــســيــة - فــلــســطــيــن - الأرض الــمــقدســة :: الفئة الأولى :: سير القديسين
صفحة 1 من اصل 1
سمعان العمودي الحديث
سمعان العمودي الحديث
24/ 5 شرقي (6/ 6 غربي)
ولد سمعان في أنطاكية سنة 521م من أبوين عطارَين من الرها. وفي رؤيا ظهر النبي يوحنا المعمدان لأمه مرثا (المعيّد لها في 4 تموز) وأنبأها بالولادة واسماه سمعان وأنه سيسلك في إثره مسلكاً نسكياً. وهو في الخامسة من العمر رقد والده إثر هزه أرضيه. وقد عاين سمعان الربّ على سور المدينة يحيط به حشد من الأبرار. ثم ظهر له رجل بلباس أبيض ودعاه للسير وراءه نحو الجبل. هناك أمضى أياماً برفقة الوحوش الضارية. بعد ذلك اكتشف الصبي سمعان ديراً صغيراً يديره يوحنا العمودي. فقبله يوحنا تلميذاً وهو في السادسة من العمر، وظهرت عليه علامات الزهد والحكمة ولم يكن يتناول الطعام إلا مرة كل ثلاثة أو سبعة أيام. رغب الصبي سمعان الاقتداء بمرشده الروحي في كل شيء. فبد سنة من دخوله الدير أقام له عموداً صغيراً بجانب عمود مرشده الروحي، وشرع بالسيرة العمودية. وكان ينشد خمسين أو ثمانين مزموراً في الليلة، وقد نمت النعمة فيه فصارت لديه القدرة على طرد الأرواح الشريرة وشفاء المرضى.
كان سمعان يعظ الرهبان بحكمة الشيوخ، أن يضبطوا أهواءهم بحفظ حواسهم وأذهانهم، كما جعل لهم قاعدة للحياة المشتركة على أساس الكتاب المقدس. شهرة سمعان انتشرت بسرعة في كل ناحية واجتذبت القديس البطريرك الأنطاكي أفرام إلى زيارته. وقد مكث سمعان سنة كاملة مقرفصاً حتى التصقت ركبتاه، وأصيبتا بالغرغرينة فانبعثت منهما رائحة النتن. فأرسل الرهبان بالخفية في طلب الطبيب، وما كان من سمعان إلا ورده، لأنه لم يشأ أن يُسلم أمره إلا لله وحده، وبالفعل شفي بعد حين.
في يوم العنصرة نزل الروح القدس على سمعان وملأه حكمة وعلماً حتى إنه شرع في تأليف مقالات في الحياة الروحية لفائدة الرهبان وعامة المؤمنين. ولما أضحى في سن الثالثة عشرة أقام عموداً بعلو اثني عشر متراً أكثر علواً من أبيه الروحي. ولما كان العمود يُشاد وكان سمعان على وشك الصعود عليه جاءه رئيس أساقفة أنطاكية واسقف سلفيكا زائرين إلى الدير وساماه شماساً بخلاف سن الشموسية القانوني الذي هو الخامسة والعشرون. ثم واكباه بالتراتيل والصلوات إلى العمود الذي بقي عليه ثماني سنوات ممتداً كله إلى السماء.
إثر وفاة يوحنا أبيه الروحي، انتقلت ادارة الدير إلى سمعان. هذا الأمر لم يؤثر على شدة نسكه، فقد أقفل نفسه في ملاذ من الجلد بلا ضوء ولا تهوية قائماً في الصلاة من غروب الشمس إلى الفجر معلقاً بيده اليسرى فيما يضرب نفسه بيده اليمنى. كان يتلو سفر المزامير والحكمة والإنجيل، وكان يختم صلاته في الفجر بعد أن يبخر دون أن يشعل الفحم للمبخرة. وكثيراً ما كان لا ينام مدة شهر كامل. ا؛بط كثيراً إثر سقوط أنطاكية بيد خسرو الفرسي (540م).
عندما بلغ سن العشرين من العمر ازدادت شهرته، مما جعله يترك المكان ويتجه إلى مكان قفر لا طريق إليه، وقد أنقذ كثيرين بطلب شفاعته عندما اجتاح الطاعون مدينة القسطنطينية. ولما أخذ آلاف الحجاج والممسوسين والمرضى يشقون طريقهم إلى القديس في المكان القاحل، نبهه الرب الإله أنه سوف يرى لحاجات الناس. وقد ظهر له ملاك ورسم على الأرض مخططاً لدير فسيح وكنيسة. ثم أن غيمة مضيئة غطت الجبل العجيب. بعد فترة قصيرة قدم رجال عديدون إيصافريون سبق للقديس أن أبرأهم فشرعوا في البناء.
فيما بعد أسيم كاهناً وهو في سن الثلاثين من يد الأسقف ذيونيسيوس السلوقي الذي صعد إليه إلى العمود. دافع سمعان عن الإيمان الأرثوذكسي القويم، وثابر في الجهاد ضد الهرطقات والاعتقادات الفاسدة.
عاش سمعان إلى سن الحادية والسبعين، وقبل رقاده تنبأ بصعوبات سوف يمر بها الدير بسبب مؤامرات أنغولاس. كما كشف للرهبان أنه منذ شبابه حظي من الله بنعمة العيش من دون طعام وأن ملاكاً كان كل يوم أحد بأتيه بطعام سري، ثم زود الأخوة بارشاداته وأسلم الروح في 24 أيار سنة 592م. وفي هذا اليوم تعيّد له كنيستنا الرومية الأرثوذكسية.
24/ 5 شرقي (6/ 6 غربي)
ولد سمعان في أنطاكية سنة 521م من أبوين عطارَين من الرها. وفي رؤيا ظهر النبي يوحنا المعمدان لأمه مرثا (المعيّد لها في 4 تموز) وأنبأها بالولادة واسماه سمعان وأنه سيسلك في إثره مسلكاً نسكياً. وهو في الخامسة من العمر رقد والده إثر هزه أرضيه. وقد عاين سمعان الربّ على سور المدينة يحيط به حشد من الأبرار. ثم ظهر له رجل بلباس أبيض ودعاه للسير وراءه نحو الجبل. هناك أمضى أياماً برفقة الوحوش الضارية. بعد ذلك اكتشف الصبي سمعان ديراً صغيراً يديره يوحنا العمودي. فقبله يوحنا تلميذاً وهو في السادسة من العمر، وظهرت عليه علامات الزهد والحكمة ولم يكن يتناول الطعام إلا مرة كل ثلاثة أو سبعة أيام. رغب الصبي سمعان الاقتداء بمرشده الروحي في كل شيء. فبد سنة من دخوله الدير أقام له عموداً صغيراً بجانب عمود مرشده الروحي، وشرع بالسيرة العمودية. وكان ينشد خمسين أو ثمانين مزموراً في الليلة، وقد نمت النعمة فيه فصارت لديه القدرة على طرد الأرواح الشريرة وشفاء المرضى.
كان سمعان يعظ الرهبان بحكمة الشيوخ، أن يضبطوا أهواءهم بحفظ حواسهم وأذهانهم، كما جعل لهم قاعدة للحياة المشتركة على أساس الكتاب المقدس. شهرة سمعان انتشرت بسرعة في كل ناحية واجتذبت القديس البطريرك الأنطاكي أفرام إلى زيارته. وقد مكث سمعان سنة كاملة مقرفصاً حتى التصقت ركبتاه، وأصيبتا بالغرغرينة فانبعثت منهما رائحة النتن. فأرسل الرهبان بالخفية في طلب الطبيب، وما كان من سمعان إلا ورده، لأنه لم يشأ أن يُسلم أمره إلا لله وحده، وبالفعل شفي بعد حين.
في يوم العنصرة نزل الروح القدس على سمعان وملأه حكمة وعلماً حتى إنه شرع في تأليف مقالات في الحياة الروحية لفائدة الرهبان وعامة المؤمنين. ولما أضحى في سن الثالثة عشرة أقام عموداً بعلو اثني عشر متراً أكثر علواً من أبيه الروحي. ولما كان العمود يُشاد وكان سمعان على وشك الصعود عليه جاءه رئيس أساقفة أنطاكية واسقف سلفيكا زائرين إلى الدير وساماه شماساً بخلاف سن الشموسية القانوني الذي هو الخامسة والعشرون. ثم واكباه بالتراتيل والصلوات إلى العمود الذي بقي عليه ثماني سنوات ممتداً كله إلى السماء.
إثر وفاة يوحنا أبيه الروحي، انتقلت ادارة الدير إلى سمعان. هذا الأمر لم يؤثر على شدة نسكه، فقد أقفل نفسه في ملاذ من الجلد بلا ضوء ولا تهوية قائماً في الصلاة من غروب الشمس إلى الفجر معلقاً بيده اليسرى فيما يضرب نفسه بيده اليمنى. كان يتلو سفر المزامير والحكمة والإنجيل، وكان يختم صلاته في الفجر بعد أن يبخر دون أن يشعل الفحم للمبخرة. وكثيراً ما كان لا ينام مدة شهر كامل. ا؛بط كثيراً إثر سقوط أنطاكية بيد خسرو الفرسي (540م).
عندما بلغ سن العشرين من العمر ازدادت شهرته، مما جعله يترك المكان ويتجه إلى مكان قفر لا طريق إليه، وقد أنقذ كثيرين بطلب شفاعته عندما اجتاح الطاعون مدينة القسطنطينية. ولما أخذ آلاف الحجاج والممسوسين والمرضى يشقون طريقهم إلى القديس في المكان القاحل، نبهه الرب الإله أنه سوف يرى لحاجات الناس. وقد ظهر له ملاك ورسم على الأرض مخططاً لدير فسيح وكنيسة. ثم أن غيمة مضيئة غطت الجبل العجيب. بعد فترة قصيرة قدم رجال عديدون إيصافريون سبق للقديس أن أبرأهم فشرعوا في البناء.
فيما بعد أسيم كاهناً وهو في سن الثلاثين من يد الأسقف ذيونيسيوس السلوقي الذي صعد إليه إلى العمود. دافع سمعان عن الإيمان الأرثوذكسي القويم، وثابر في الجهاد ضد الهرطقات والاعتقادات الفاسدة.
عاش سمعان إلى سن الحادية والسبعين، وقبل رقاده تنبأ بصعوبات سوف يمر بها الدير بسبب مؤامرات أنغولاس. كما كشف للرهبان أنه منذ شبابه حظي من الله بنعمة العيش من دون طعام وأن ملاكاً كان كل يوم أحد بأتيه بطعام سري، ثم زود الأخوة بارشاداته وأسلم الروح في 24 أيار سنة 592م. وفي هذا اليوم تعيّد له كنيستنا الرومية الأرثوذكسية.
مــنــتــدى الــكــنــيــســة الأرثــوذكــســيــة - فــلــســطــيــن - الأرض الــمــقدســة :: الفئة الأولى :: سير القديسين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى