القديس الكسيوس رجل الله
مــنــتــدى الــكــنــيــســة الأرثــوذكــســيــة - فــلــســطــيــن - الأرض الــمــقدســة :: الفئة الأولى :: سير القديسين
صفحة 1 من اصل 1
القديس الكسيوس رجل الله
القديس الكسيوس رجل الله
17 /3 شرقي (30 /3غربي)
وُلد الكسيوس سنة 380م في مدينة رومة من ابوين ممسيحيين، وكان ابوه أفيميوس من أشراف رومة ومن أبرز أعضاء مجلس الشيوخ فيها وأمه أغليا من سلالة الملوك الرومانيين، كانت التقوى المسيحية تزين بيتهم الذي كان ملجأ للفقير واليتيم وملاذاً لكل مظلوم. وقد رُزقا بابنهما بعد أيام طويلة من العقر فأحسنا تربيته فنبغ في العلوم والفصاحة والفلسفة، وكانت نفسه تصبو إلى الكمال فعكف على طلب الفضيلة وترويض نفسه على التقوى، وقد ظهر له القديس بولس في رؤيا وقال له ان يستجيب لأمر الرب مهما كلَّفه ذلك قارئاً له الآية: ((من أحب أباً او أماً أكثر مني فلا يستحقني)).
أراد أبواه أن يُزوِّجاه مبكراً فمانع ولكنهما شدَّدا عليه واختاروا له عروساً وحدّدوا حفل الزفاف بحسب عوائد ذلك الزمان، فسلّم امره إلى الله ولكنه عند انتهاء مراسيم العرس، ترك عروسه وأهله وأصدقاءه وسافر على سفينة قاصداً مدينة اللاذقية ومنها إلى مدينة (إيذيسا) الرها، حيث وزع كل ما كان يملكه على الفقراء وجلس على باب كنيسة السيدة العذراء يستعطي ليعيش وكان يقضي أيامه في العبادة والصوم والصلاة وقهر النفس، أما أبوه فقد ارسل عبيده للبحث عنه في كل البلاد ومنهم من اتى إلى مدينة الرها ودخل كنيسة العذراء فلم يعرفوه لِما كان عليه من الفقر والمسكنة وذلك الوجه الذي أنحلته الأصوام ولكن الكسيوس عرفهم وطلب منهم صدقة فأعطوه ففرح بذلك لأن عبيده قد أحسنوا إليه، اما هو فقد بقي ملازماً الكنيسة فاعتنى بأمره وكيل الكنيسة وأسكنه في الدير وبدأ يتحدث عن فضائله ولما رأى ان الناس ينظرون إليه كقديس هرب وركب البحر متجهاً إلى مدينة طرسوس (موطن بولس الرسول) ليتابع نسكه هناك ولكن الله شاء غير ذلك فأثار زوبعة في البحر أخذت المركب إلى رومة فتاكد إن ما حدث هو من تدبير الله فعاهده أن يعيش متنكراً على أبواب والديه فدخل روما فقيراً واتى قصر والديه فتحركت عواطفه واضطرب قلبه لكنه تذكر نذوره للرب والام المسيح وفقره وذلّه فتجلد وصبر، ثم رأى والده خارجاً من القصر وقد تجعد وجهه وارتسم عليه الحزن والأسى فتجلد وطلب منه صدقة فأعطاه وتابع سيره ولم يعرفه وكذلك رأى امه وعروسه تخرجان فمد يده وطلب منهما صدقة فأحسنتا إليه ولم تعرفاه أيضاً ولبث على باب الحديقة ينظر إلى احبّ الناس إليه في دنياه ويصبر على كتمان سره، وفي أحد الأيام تقدم إلى ابيه طالباً منه ان يسمح له بماوى في إحدى زوايا القصر ليقضي هناك بقية ايامه فمنحه مسكناً تحت درج يأوي إليه فعاش هناك مثابراً على ما كان عليه من نسك وأصوام وعبادات وتواضع وسهر وصلوات فاستثقله عبيد ابيه وجعلوا يهزؤون به ويذيقونه مُرّ الاهانات ولما تكملّ بالقداسة اوحى الله إليه ان أيامه قد دنت وامره ان يكتب سيرة حياته ليعرِّف أبويه به بعد وفاته فكتب ما حدث له على رق واستغفر والديه وعروسه واستعدَّ للموت ورقد بالرب ممسكاً بالرق بيده سنة 440م.
أراد الله أن يُشرِّف عبده وخلال الاحتفال بالذبيحة الالهية يوم احد فسُمع صوتٌ في الكنيسة يقول "تعالوا اليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وانا أريحكم" فارتاع الحضور وسجدوا هاتفين "يا رب ارحم" ثم سمعوا الصوت ثانية يقول ((إِذهبوا وإبحثوا عن رجل الله فانه يصلّي لأجل مدينة رومة وسوف يستجيب الرب دعاءه وهو لا يلبث أن يموت يوم الجمعة القادم))، ذاع الخبر في رومة وأخذ الناس يتسألون من يكون هذا الرجل البار، ويبحثون عنه فلم يهتدوا إليه وأتى يوم الجمعة واجتمع الناس في الكنيسة وإذا بالصوت يهتف ويسمعه الجميع ((إِن رجل الله هو في بيت أفيميوس)) فركض هذا إلى بيته ليرى ما الأمر وإذا بعبيده يقولون له لقد مات هذا الصباح الفقير الغريب الذي آويته تحت الدرج ووجدنا في يده رقاً مطوياً لم نستطع أخذه منه وفي تلك الساعة وصل الأسقف فتقدم وصلى وطلب من الجثة أن تفتح يدها فانفتحت اليد وسلمته الرق فاخذه ودفعه إلى مسجل الكنيسة ليقرأ على الشعب، وما كاد يأتي على قراءة ما فيه حتى صرخ أفيميوس يا ولدي الكسيوس وانطرح عليه يقبله ويذرف الدموع السخيّة عليه وكذلك والدته وعروسه وصارت جماهير الشعب كلها تبكي ثم حُمل بإكرام إلى الكنيسة حيث صُلّى عليه، وشيَّد له ابوه قبراً عظيماً وحوَّل قصره إلى كنيسة جميلة على اسم ابنه ألكسيوس وأجرى الله عجائب كثيرة على قبره.
تحتفل كنيستنا الأرثوذكسية بعيده في اليوم السابع عشر من شهر آذار.
قنداق باللحن الرابع
في احتفالنا اليوم عن حسن عبادة، بعيد الكسيوس الكلي السعادة، البهيج الموقر، لنمتدحنَّه قائلين: السلام عليكَ يا زينةَ الأبرار البهية.
17 /3 شرقي (30 /3غربي)
وُلد الكسيوس سنة 380م في مدينة رومة من ابوين ممسيحيين، وكان ابوه أفيميوس من أشراف رومة ومن أبرز أعضاء مجلس الشيوخ فيها وأمه أغليا من سلالة الملوك الرومانيين، كانت التقوى المسيحية تزين بيتهم الذي كان ملجأ للفقير واليتيم وملاذاً لكل مظلوم. وقد رُزقا بابنهما بعد أيام طويلة من العقر فأحسنا تربيته فنبغ في العلوم والفصاحة والفلسفة، وكانت نفسه تصبو إلى الكمال فعكف على طلب الفضيلة وترويض نفسه على التقوى، وقد ظهر له القديس بولس في رؤيا وقال له ان يستجيب لأمر الرب مهما كلَّفه ذلك قارئاً له الآية: ((من أحب أباً او أماً أكثر مني فلا يستحقني)).
أراد أبواه أن يُزوِّجاه مبكراً فمانع ولكنهما شدَّدا عليه واختاروا له عروساً وحدّدوا حفل الزفاف بحسب عوائد ذلك الزمان، فسلّم امره إلى الله ولكنه عند انتهاء مراسيم العرس، ترك عروسه وأهله وأصدقاءه وسافر على سفينة قاصداً مدينة اللاذقية ومنها إلى مدينة (إيذيسا) الرها، حيث وزع كل ما كان يملكه على الفقراء وجلس على باب كنيسة السيدة العذراء يستعطي ليعيش وكان يقضي أيامه في العبادة والصوم والصلاة وقهر النفس، أما أبوه فقد ارسل عبيده للبحث عنه في كل البلاد ومنهم من اتى إلى مدينة الرها ودخل كنيسة العذراء فلم يعرفوه لِما كان عليه من الفقر والمسكنة وذلك الوجه الذي أنحلته الأصوام ولكن الكسيوس عرفهم وطلب منهم صدقة فأعطوه ففرح بذلك لأن عبيده قد أحسنوا إليه، اما هو فقد بقي ملازماً الكنيسة فاعتنى بأمره وكيل الكنيسة وأسكنه في الدير وبدأ يتحدث عن فضائله ولما رأى ان الناس ينظرون إليه كقديس هرب وركب البحر متجهاً إلى مدينة طرسوس (موطن بولس الرسول) ليتابع نسكه هناك ولكن الله شاء غير ذلك فأثار زوبعة في البحر أخذت المركب إلى رومة فتاكد إن ما حدث هو من تدبير الله فعاهده أن يعيش متنكراً على أبواب والديه فدخل روما فقيراً واتى قصر والديه فتحركت عواطفه واضطرب قلبه لكنه تذكر نذوره للرب والام المسيح وفقره وذلّه فتجلد وصبر، ثم رأى والده خارجاً من القصر وقد تجعد وجهه وارتسم عليه الحزن والأسى فتجلد وطلب منه صدقة فأعطاه وتابع سيره ولم يعرفه وكذلك رأى امه وعروسه تخرجان فمد يده وطلب منهما صدقة فأحسنتا إليه ولم تعرفاه أيضاً ولبث على باب الحديقة ينظر إلى احبّ الناس إليه في دنياه ويصبر على كتمان سره، وفي أحد الأيام تقدم إلى ابيه طالباً منه ان يسمح له بماوى في إحدى زوايا القصر ليقضي هناك بقية ايامه فمنحه مسكناً تحت درج يأوي إليه فعاش هناك مثابراً على ما كان عليه من نسك وأصوام وعبادات وتواضع وسهر وصلوات فاستثقله عبيد ابيه وجعلوا يهزؤون به ويذيقونه مُرّ الاهانات ولما تكملّ بالقداسة اوحى الله إليه ان أيامه قد دنت وامره ان يكتب سيرة حياته ليعرِّف أبويه به بعد وفاته فكتب ما حدث له على رق واستغفر والديه وعروسه واستعدَّ للموت ورقد بالرب ممسكاً بالرق بيده سنة 440م.
أراد الله أن يُشرِّف عبده وخلال الاحتفال بالذبيحة الالهية يوم احد فسُمع صوتٌ في الكنيسة يقول "تعالوا اليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وانا أريحكم" فارتاع الحضور وسجدوا هاتفين "يا رب ارحم" ثم سمعوا الصوت ثانية يقول ((إِذهبوا وإبحثوا عن رجل الله فانه يصلّي لأجل مدينة رومة وسوف يستجيب الرب دعاءه وهو لا يلبث أن يموت يوم الجمعة القادم))، ذاع الخبر في رومة وأخذ الناس يتسألون من يكون هذا الرجل البار، ويبحثون عنه فلم يهتدوا إليه وأتى يوم الجمعة واجتمع الناس في الكنيسة وإذا بالصوت يهتف ويسمعه الجميع ((إِن رجل الله هو في بيت أفيميوس)) فركض هذا إلى بيته ليرى ما الأمر وإذا بعبيده يقولون له لقد مات هذا الصباح الفقير الغريب الذي آويته تحت الدرج ووجدنا في يده رقاً مطوياً لم نستطع أخذه منه وفي تلك الساعة وصل الأسقف فتقدم وصلى وطلب من الجثة أن تفتح يدها فانفتحت اليد وسلمته الرق فاخذه ودفعه إلى مسجل الكنيسة ليقرأ على الشعب، وما كاد يأتي على قراءة ما فيه حتى صرخ أفيميوس يا ولدي الكسيوس وانطرح عليه يقبله ويذرف الدموع السخيّة عليه وكذلك والدته وعروسه وصارت جماهير الشعب كلها تبكي ثم حُمل بإكرام إلى الكنيسة حيث صُلّى عليه، وشيَّد له ابوه قبراً عظيماً وحوَّل قصره إلى كنيسة جميلة على اسم ابنه ألكسيوس وأجرى الله عجائب كثيرة على قبره.
تحتفل كنيستنا الأرثوذكسية بعيده في اليوم السابع عشر من شهر آذار.
قنداق باللحن الرابع
في احتفالنا اليوم عن حسن عبادة، بعيد الكسيوس الكلي السعادة، البهيج الموقر، لنمتدحنَّه قائلين: السلام عليكَ يا زينةَ الأبرار البهية.
مــنــتــدى الــكــنــيــســة الأرثــوذكــســيــة - فــلــســطــيــن - الأرض الــمــقدســة :: الفئة الأولى :: سير القديسين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى