القديس البار مرتنيانوس الفلسطيني (13 شباط)
مــنــتــدى الــكــنــيــســة الأرثــوذكــســيــة - فــلــســطــيــن - الأرض الــمــقدســة :: الفئة الأولى :: سير القديسين
صفحة 1 من اصل 1
القديس البار مرتنيانوس الفلسطيني (13 شباط)
القديس البار مرتنيانوس الفلسطيني (13 شباط)
لا تعرف تماما متى عاش القديس مرتنيانوس ولا أين ولو غلب القرن الرابع تاريخا وقيصرية فلسطين مكانا. بعض التواريخ يمتد حتى إلى القرن التاسع الميلادي، وبعض الأمكنة إلى بلاد الكبادوك. أنّى يكن الامر فان كتبة سيرة هذا القديس المميز يتفقون في الخطوط العريضة لسيرته.
إقتبل مرتنيانوس الحياة النسكية في سن الثامنة عشرة في مكان يقال له "محلة القوس" انتشر فيه النساك. وعلى مدى خمس وعشرين سنة سلك في الفضيلة بهمة وجد كبيرين حتى قيل ان الرب الإله منّ عليه بموهبة صنع العجائب. بعد ذلك سمح الرب لعبده بتجربة مُرّة. التجربة كانت تجربة الجسد. هل كانت من باب حسد الشياطين، على غرار ما فعله إبليس بأيّوب الصديق؟ ربما! هل كان في قلب الرجل هوى للمرأة مربوطا برباط الجهاد لم يسمح الرب إلى ذلك الحين بتزكيته، ثم فجأة انكشف ليكون لعبد الله مرتنيانوس ان يتّضع بإزاءه؟ هذا أيضا ممكن.
دونك ما جرى لقديسنا العزيز
كانت في قيصرية امرأة هوى مغتّرة بنفسها. فلما بلغها خبر مرتنيانوس انه طاهر نقي بار مجد تحرك في نفسها شعور بالتحدي. مرتنيانوس، كما ورد، كان وسيم الطلعة ترغب به النساء وكان يستقبل الناس ويصلي عليهم. فخطرببال المراة ان تغامر فاتشحت بثياب رثّة وحملت تحت إبطها صرّة جعلت فيها ثوبا وشالا ناعمين وبعض الحليّ وخرجت إلى محلّة القديس. هناك أخذ المطر يتساقط. وبان كأن عدو الخير رتب منظرا يثير شفقة القديس فيستقبل المرأة ويقع في المحظور . كل ذلك بسماح من الله. قرعت المرأة الباب ففتح. وإذا به أمام مخلوق رثّ الثياب والمطر يسحّ منها، في فاها الويل والترجي ان يستقبلها لئلا تفترسها الوحوش والوقت أمسى . ماذا عساه يفعل؟ لم يخطر بباله ان هذا ربما كان فخّا إبليسيا، والنساك، عادة، ذوو حذر شديد. ولعل الله حجب عنه البصيرة تدبيرا ليضيء طلمته فيما بعد.
قبل القديس المرأة لديه. أعدّ لها نارا لتستدفىء وقدم لها بعض ما عنده من المأكل، خبزا او تمرا. ثم تركها إلى قلاّية داخلية كانت له واستغرق في صلاته وتلاوة مزاميره. ماذا حدث بعد ذلك ليس واضحا. قيل ان المرأة غيّرت حلّتها. لبست الغوى بعدما لبست المسكنة. وقيل اقتحمت قلايته الجوّانية. كذلك قيل انه جاء إليها مفتقدا فألفاها على مظهر أسر قلبه. أنّى يكن الأمر فان مرتنيانوس اجتاحته التجربة وتحركت لها أحشاؤه حتى قبلها ومال إليها، لا سيما للكرم المخدر الذي سمعه منها عن عرس قانا الجليل وزواج بعض الأنبياء والقديسين وانه ليس في الحب ما يضير. الإطار المسرحي من وجهة بشرية وشيطانية كان مبكّلا. وبالنتيجة أذعن القديس للأمر المعروض عليه. أمر واحد بقي أمامه، أن يتأكد من أن أحدا ليس في الخارج، وليس تحت عين إنسان. وإذ خطر ذلك بباله قفز إلى خارج القلاية ليتأكد من خلو الساحة لديه. في تلك اللحظات القليلة اخترقت قلبه رأفة الله بهيئة صورة للهاوية التي هو مزمع ان يلقي بنفسه فيها فانصدم وارتدّ تائبا. لمح مرارة المر مذاقا فثاب إلى رشده. للحال جمع حطبا وأشعل نارا ووطئها حافي القدمين ولسان حاله: انظر قبل ان تباشر النجاسة إن كنت قادرا على احتمال نار جهنم عقابا! وإذ احترقت قدماه وعظم ألمه واشتدّ نخس قلبه حرقة فوق حرقة، أخذ يعول بدموع سخيّة فبلغ صوته أذني المرأة فخرجت تستطلع أمره فألفته في أسوأ حال. وقد ذكروا ان المرأة هربت لتوّها. وذكروا أيضا ان رهبة المشهد زلزلتها فبان ما فعلته في منتهى العبث والوحشية. وإذ اضطربت أعماقها تابت إلى ربّها وأخذت تتوسل للقديس ان يسامحها ويعينها إن كان لها خلاص. كذلك رووا ان القديس بعث بها إلى دير القديسة باولا في بيت لحم حيث سلكت في تورة صدوق اثنتي عشرة سنة إلى ان تكمّلت بالقداسة. وللمرأة في التراث اسم هو زوبي.
أما رجل الله فاحتاج إلى سبعة أشهر ليسترد عافيته ثم غادر مكانه.
هام في البرية يبحث عن مكان لا وصول لأحد إليه. كان يظن ان البعاد كاف ليحول بينه وبين الناس، لا سيما النساء، وليقيه شر تجارب ابليس. أخيرا، دون ان يعرف كيف، بلغ شاطىء البحر. هناك التقى رجلا تقيا، صاحب مركب، يعرف دواخل البحر جيدا. فسأله عن مكان مقطوع بالتمام عن الأنس. فدلّه على صخرة كبيرة في عرض البحر، يتعذّر على أحد الوصول إليها. وإذ حرّك الرب الإله قلب الرجل رضي ان يأخذ مرتنيانوس إليها وان يأتيه كل بضعة أشهر ببعض الماء والطعام والخوص لشغل السلال.
قبع مرتنيانوس على تلك الصخرة عشر سنوات لم يُقلق هدوءه خلالها أحد. ثم حلّت ساعة التجربة من جديد.
سفينة انكسرت بقرب المكان وهلك من كانوا على متنها الا صبية فتّانة تمسكت بخشبة بين حطام السفينة بقرب صخرة القديس. رأته الصبية فاستغاثت ونادته. وإذ لاحظها خطر بباله ان تكون تلك تجربة أخرى شطّطها له إبليس بقرب مأواه ليُوقعبه. حدّق جيدا. كيف يترك الصبية عرضة للهلاك! فأتى إليها وأعانها حتى أخرجها إلى الصخرة. وما ان استردّت أنفاسها قليلا حتى قال لها انه لا يستطيع ان يبقى في مكانه معها. عليه ان يذهب. أما هي فلتبق إلى ان يأتي صديقه، صاحب المركب، وهو يعينها إلى بلدها. وإذ أسلمها ما لديه من طعام وشراب استودعها الله وألقى بنفسه في المياه كبين يدي الله الحي، فإذا بدلفن ينقله على ظهره إلى الشاطىء. أما الفتاة فلكي تؤدي الشكر لله فإنها آثرت قضاء بقية أيام حياتها ناسكة على الصخرة. وقد ورد انها استمرت كذلك سنين إلى ان رقدت بالرب واسمها فوتين. وان صاحب المركب وزوجته هما اللذان أخذاها، بعدما رقدت، ووارياها الثرى.
أما مرتنيانوس فشكر الله جزيلا على حسن رعايته وقرر، مذ ذاك، ان يسوح ولا يقيم في مكان الا عبورا. وقد ورد انه مرّ بما يزيد على المائة مدينة في غضون سنتين إلى ان وصل إلى آثينا حيث رقد.
هذا ويبدو انه كان لقديسنا إكرام جزيل في الشرق، لا سيما في القسطنطينية، في كنيسة بقرب آجيا صوفيا. تعيد له كنيستنا الأرثوذكسية في الثالث عشر من شهر شباط.
لا تعرف تماما متى عاش القديس مرتنيانوس ولا أين ولو غلب القرن الرابع تاريخا وقيصرية فلسطين مكانا. بعض التواريخ يمتد حتى إلى القرن التاسع الميلادي، وبعض الأمكنة إلى بلاد الكبادوك. أنّى يكن الامر فان كتبة سيرة هذا القديس المميز يتفقون في الخطوط العريضة لسيرته.
إقتبل مرتنيانوس الحياة النسكية في سن الثامنة عشرة في مكان يقال له "محلة القوس" انتشر فيه النساك. وعلى مدى خمس وعشرين سنة سلك في الفضيلة بهمة وجد كبيرين حتى قيل ان الرب الإله منّ عليه بموهبة صنع العجائب. بعد ذلك سمح الرب لعبده بتجربة مُرّة. التجربة كانت تجربة الجسد. هل كانت من باب حسد الشياطين، على غرار ما فعله إبليس بأيّوب الصديق؟ ربما! هل كان في قلب الرجل هوى للمرأة مربوطا برباط الجهاد لم يسمح الرب إلى ذلك الحين بتزكيته، ثم فجأة انكشف ليكون لعبد الله مرتنيانوس ان يتّضع بإزاءه؟ هذا أيضا ممكن.
دونك ما جرى لقديسنا العزيز
كانت في قيصرية امرأة هوى مغتّرة بنفسها. فلما بلغها خبر مرتنيانوس انه طاهر نقي بار مجد تحرك في نفسها شعور بالتحدي. مرتنيانوس، كما ورد، كان وسيم الطلعة ترغب به النساء وكان يستقبل الناس ويصلي عليهم. فخطرببال المراة ان تغامر فاتشحت بثياب رثّة وحملت تحت إبطها صرّة جعلت فيها ثوبا وشالا ناعمين وبعض الحليّ وخرجت إلى محلّة القديس. هناك أخذ المطر يتساقط. وبان كأن عدو الخير رتب منظرا يثير شفقة القديس فيستقبل المرأة ويقع في المحظور . كل ذلك بسماح من الله. قرعت المرأة الباب ففتح. وإذا به أمام مخلوق رثّ الثياب والمطر يسحّ منها، في فاها الويل والترجي ان يستقبلها لئلا تفترسها الوحوش والوقت أمسى . ماذا عساه يفعل؟ لم يخطر بباله ان هذا ربما كان فخّا إبليسيا، والنساك، عادة، ذوو حذر شديد. ولعل الله حجب عنه البصيرة تدبيرا ليضيء طلمته فيما بعد.
قبل القديس المرأة لديه. أعدّ لها نارا لتستدفىء وقدم لها بعض ما عنده من المأكل، خبزا او تمرا. ثم تركها إلى قلاّية داخلية كانت له واستغرق في صلاته وتلاوة مزاميره. ماذا حدث بعد ذلك ليس واضحا. قيل ان المرأة غيّرت حلّتها. لبست الغوى بعدما لبست المسكنة. وقيل اقتحمت قلايته الجوّانية. كذلك قيل انه جاء إليها مفتقدا فألفاها على مظهر أسر قلبه. أنّى يكن الأمر فان مرتنيانوس اجتاحته التجربة وتحركت لها أحشاؤه حتى قبلها ومال إليها، لا سيما للكرم المخدر الذي سمعه منها عن عرس قانا الجليل وزواج بعض الأنبياء والقديسين وانه ليس في الحب ما يضير. الإطار المسرحي من وجهة بشرية وشيطانية كان مبكّلا. وبالنتيجة أذعن القديس للأمر المعروض عليه. أمر واحد بقي أمامه، أن يتأكد من أن أحدا ليس في الخارج، وليس تحت عين إنسان. وإذ خطر ذلك بباله قفز إلى خارج القلاية ليتأكد من خلو الساحة لديه. في تلك اللحظات القليلة اخترقت قلبه رأفة الله بهيئة صورة للهاوية التي هو مزمع ان يلقي بنفسه فيها فانصدم وارتدّ تائبا. لمح مرارة المر مذاقا فثاب إلى رشده. للحال جمع حطبا وأشعل نارا ووطئها حافي القدمين ولسان حاله: انظر قبل ان تباشر النجاسة إن كنت قادرا على احتمال نار جهنم عقابا! وإذ احترقت قدماه وعظم ألمه واشتدّ نخس قلبه حرقة فوق حرقة، أخذ يعول بدموع سخيّة فبلغ صوته أذني المرأة فخرجت تستطلع أمره فألفته في أسوأ حال. وقد ذكروا ان المرأة هربت لتوّها. وذكروا أيضا ان رهبة المشهد زلزلتها فبان ما فعلته في منتهى العبث والوحشية. وإذ اضطربت أعماقها تابت إلى ربّها وأخذت تتوسل للقديس ان يسامحها ويعينها إن كان لها خلاص. كذلك رووا ان القديس بعث بها إلى دير القديسة باولا في بيت لحم حيث سلكت في تورة صدوق اثنتي عشرة سنة إلى ان تكمّلت بالقداسة. وللمرأة في التراث اسم هو زوبي.
أما رجل الله فاحتاج إلى سبعة أشهر ليسترد عافيته ثم غادر مكانه.
هام في البرية يبحث عن مكان لا وصول لأحد إليه. كان يظن ان البعاد كاف ليحول بينه وبين الناس، لا سيما النساء، وليقيه شر تجارب ابليس. أخيرا، دون ان يعرف كيف، بلغ شاطىء البحر. هناك التقى رجلا تقيا، صاحب مركب، يعرف دواخل البحر جيدا. فسأله عن مكان مقطوع بالتمام عن الأنس. فدلّه على صخرة كبيرة في عرض البحر، يتعذّر على أحد الوصول إليها. وإذ حرّك الرب الإله قلب الرجل رضي ان يأخذ مرتنيانوس إليها وان يأتيه كل بضعة أشهر ببعض الماء والطعام والخوص لشغل السلال.
قبع مرتنيانوس على تلك الصخرة عشر سنوات لم يُقلق هدوءه خلالها أحد. ثم حلّت ساعة التجربة من جديد.
سفينة انكسرت بقرب المكان وهلك من كانوا على متنها الا صبية فتّانة تمسكت بخشبة بين حطام السفينة بقرب صخرة القديس. رأته الصبية فاستغاثت ونادته. وإذ لاحظها خطر بباله ان تكون تلك تجربة أخرى شطّطها له إبليس بقرب مأواه ليُوقعبه. حدّق جيدا. كيف يترك الصبية عرضة للهلاك! فأتى إليها وأعانها حتى أخرجها إلى الصخرة. وما ان استردّت أنفاسها قليلا حتى قال لها انه لا يستطيع ان يبقى في مكانه معها. عليه ان يذهب. أما هي فلتبق إلى ان يأتي صديقه، صاحب المركب، وهو يعينها إلى بلدها. وإذ أسلمها ما لديه من طعام وشراب استودعها الله وألقى بنفسه في المياه كبين يدي الله الحي، فإذا بدلفن ينقله على ظهره إلى الشاطىء. أما الفتاة فلكي تؤدي الشكر لله فإنها آثرت قضاء بقية أيام حياتها ناسكة على الصخرة. وقد ورد انها استمرت كذلك سنين إلى ان رقدت بالرب واسمها فوتين. وان صاحب المركب وزوجته هما اللذان أخذاها، بعدما رقدت، ووارياها الثرى.
أما مرتنيانوس فشكر الله جزيلا على حسن رعايته وقرر، مذ ذاك، ان يسوح ولا يقيم في مكان الا عبورا. وقد ورد انه مرّ بما يزيد على المائة مدينة في غضون سنتين إلى ان وصل إلى آثينا حيث رقد.
هذا ويبدو انه كان لقديسنا إكرام جزيل في الشرق، لا سيما في القسطنطينية، في كنيسة بقرب آجيا صوفيا. تعيد له كنيستنا الأرثوذكسية في الثالث عشر من شهر شباط.
مــنــتــدى الــكــنــيــســة الأرثــوذكــســيــة - فــلــســطــيــن - الأرض الــمــقدســة :: الفئة الأولى :: سير القديسين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى