المواضيع الأخيرة
» الحرب الروحية
منتدى الكنيسة الأرثوذكسية - فلسطين - الأرض المقدسة - البوابة Emptyالأحد مايو 20, 2012 8:18 am من طرف اسحق وديع

» القدّيسة الشهيدة مارينا (القرن 3 م)
منتدى الكنيسة الأرثوذكسية - فلسطين - الأرض المقدسة - البوابة Emptyالأربعاء يوليو 30, 2008 8:22 pm من طرف Admin

» The Holy Martyr Marina
منتدى الكنيسة الأرثوذكسية - فلسطين - الأرض المقدسة - البوابة Emptyالأربعاء يوليو 30, 2008 8:21 pm من طرف Admin

» القدّيس الشهيد في الكهنة و اثينوجانيس وتلاميذه العشرة (القرن
منتدى الكنيسة الأرثوذكسية - فلسطين - الأرض المقدسة - البوابة Emptyالثلاثاء يوليو 29, 2008 12:30 pm من طرف Admin

» القدّيسان الشهيدان كيريكس ويوليطا (القرن 4 م)
منتدى الكنيسة الأرثوذكسية - فلسطين - الأرض المقدسة - البوابة Emptyالإثنين يوليو 28, 2008 5:08 pm من طرف Admin

» عيد حافل لجبرائيل رئيس الملائكة تذكار أبينا البار استفانس ال
منتدى الكنيسة الأرثوذكسية - فلسطين - الأرض المقدسة - البوابة Emptyالسبت يوليو 26, 2008 12:37 am من طرف Admin

» القدّيسان الشهيدان بروكلس وهيلاريون
منتدى الكنيسة الأرثوذكسية - فلسطين - الأرض المقدسة - البوابة Emptyالجمعة يوليو 25, 2008 12:35 am من طرف Admin

» أعجوبة القّديسة أوفيميابشأن اعتراف إيمان المجمع المسكوني الر
منتدى الكنيسة الأرثوذكسية - فلسطين - الأرض المقدسة - البوابة Emptyالخميس يوليو 24, 2008 11:55 pm من طرف Admin

» شهداء نيقوبوليس الأرمنية الخمسة والأربعون (القرن 4 م)
منتدى الكنيسة الأرثوذكسية - فلسطين - الأرض المقدسة - البوابة Emptyالأربعاء يوليو 23, 2008 10:42 am من طرف Admin

» القدّيس الشهيد في الكهنة بنكّرايتوس التفروميني (القرن الأول
منتدى الكنيسة الأرثوذكسية - فلسطين - الأرض المقدسة - البوابة Emptyالثلاثاء يوليو 22, 2008 12:30 am من طرف Admin

» القدّيس العظيم في الشهداء بروكوبيوس والذين معه (+303 م)
منتدى الكنيسة الأرثوذكسية - فلسطين - الأرض المقدسة - البوابة Emptyالإثنين يوليو 21, 2008 1:07 am من طرف Admin

» القدّيسون الشهداء بيرغرينوس ورفقته ( القرن الثاني للميلاد)
منتدى الكنيسة الأرثوذكسية - فلسطين - الأرض المقدسة - البوابة Emptyالأحد يوليو 20, 2008 10:32 pm من طرف Admin

» القدّيسة الشهيدة دومينيكا (كيرياكي) (القرن الرابع م)
منتدى الكنيسة الأرثوذكسية - فلسطين - الأرض المقدسة - البوابة Emptyالأحد يوليو 20, 2008 10:31 pm من طرف Admin

» القدّيس البار توما جبل الملاون (القرن 10 م)
منتدى الكنيسة الأرثوذكسية - فلسطين - الأرض المقدسة - البوابة Emptyالأحد يوليو 20, 2008 10:31 pm من طرف Admin

» القديس البار سيصوي الكبير ( القرن 5م)
منتدى الكنيسة الأرثوذكسية - فلسطين - الأرض المقدسة - البوابة Emptyالسبت يوليو 19, 2008 1:16 am من طرف Admin

» القديس البار أثناسيوس الآثوسي(+1001م )
منتدى الكنيسة الأرثوذكسية - فلسطين - الأرض المقدسة - البوابة Emptyالجمعة يوليو 18, 2008 1:45 am من طرف Admin

» تذكار أبينا الجليل في القديسين اندراوس الأورشليمي رئيس أساقف
منتدى الكنيسة الأرثوذكسية - فلسطين - الأرض المقدسة - البوابة Emptyالخميس يوليو 17, 2008 1:20 am من طرف Admin

» القديس ياكنثوس الحاجب (القرن 2م)
منتدى الكنيسة الأرثوذكسية - فلسطين - الأرض المقدسة - البوابة Emptyالأربعاء يوليو 16, 2008 12:49 am من طرف Admin

» تذكار وضع ثوب والدة الإله في كنيسة بلاشيرن (القرن9م)
منتدى الكنيسة الأرثوذكسية - فلسطين - الأرض المقدسة - البوابة Emptyالثلاثاء يوليو 15, 2008 12:59 am من طرف Admin

» القديسان الصانعا العجائب العادما الفضة قوزما وداميانوس الروم
منتدى الكنيسة الأرثوذكسية - فلسطين - الأرض المقدسة - البوابة Emptyالإثنين يوليو 14, 2008 2:08 pm من طرف Admin

التبادل الاعلاني
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

القدّيسة الشهيدة مارينا (القرن 3 م)

الأربعاء يوليو 30, 2008 8:22 pm من طرف Admin

القدّيسة الشهيدة مارينا (القرن 3 م)


17تموز شرقي (30تموز غربي)

هي المعروفة في الغرب المسيحي بأسم القدّيسة مرغريتا. عاشت في زمن مُلك الأمبراطور كلوديوس في حدود العام 270 م، أصلها من أنطاكية بيسيدية وهي ابنة أحد كهنة الأوثان، المدعو أيديسيموس. رقدت والدتها وهي في الثانية عشرة فكلّفت مربّية تقيم في الريف بأمرها. وإن عشرة المسيحيّين في تلك الناحية ازدوج باستعدادات الفتاة الطبيعية فأنبتت، في قلبها، إيماناً حقّانياً. فلمّا بلغت الخامسة عشرة ملكتها محبّة المسيح لدرجة أنّها لم تعد ترغب ولا تفكّر في شئ إلاّ في مساهمة تضحية الشهداء القدّيسين حبّاً بالههم ببذل الدم. فقامت بالمجاهرة بمسيحيّتها وذم الأصنام، الأمر الذي أثار أباها فحرمها الميراث.

فلمّا كان يوم اتّفق فيه مرور حاكم آسيا، المدعو أوليبريوس، في طريقه ألى أنطاكية، أنّه التقى القدّيسة ترعى القطعان هي ونساء أخريات من القرية. أخذ الحاكم بطلعتها فأمر رجاله بأن يحضروها إليه ليتّخذها لنفسه زوجة. فلمّا بلغ بها الحاكم ومَن معه القصر سألها مَن تكون فأجابت بلهجة واثقة: "اسمي مارينا وأنا ابنة أبوَين حرّين من بيسيديا، لكنّي خادمة إلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح الذي خلق السماء والأرض". أودعت السجن، إلى اليوم التالي، الذي صادف فيه عيد وثني كبير. فلمّا أحضرت، من جديد، دُعيت إلى التضحية للآلهة أسوَة ببقية الشعب، فأجابت: "بل أذبح ذبيحة التسبيح لإلهي لا لأصنامكم الخرساء التي لا حياة فيها!" فحاول أوليبريوس إقناعها بالحسنى صوناً لفتوّتها وجمالها. لكنّها أجابت "أن كل جمال جسدي يذوي فيما تجمّل العذابات، من أجل اسم المسيح، النفس وتعدّها للعرس الأبدي". أثارت جسارة القدّيسة حفيظة الحاكم فأمر بمدّها على الأرض وضربها بالسياط المشوكة وأن يُخدّش لحمانها بأظافر حديدية. بنتيجة ذلك سال دم القديسة وصبغ الأرض. لكنْ لم تخرج من فمها صرخة ألم ولا اضطربت نفسها وكأن آخر يكابد عنها. طال تعذيبها، على هذا النحو، ساعات أعيدت بعده إلى السجن. كل هذا دفعها إلى الصلاة إلى ربّها سُؤْلاً لعونه في المحنة والاعتراف بالإيمان. وقد ورد أنّه كانت لمارينا رؤيا عاينت فيها الشيطان تنّيناً ينفث ناراً ودخاناً باتّجاه القدّيسة. ومع أنّ مارينا ارتعبت من المنظر إلاّ أنّ صلاتها ما لبثت أن فعلت إذ تحوّل التنّين إلى كلب أسود ضخم منفّر. وبننعمة الله داسته وقتلته. إذ ذاك امتلأ الحبس نوراً متلألئاً ينبعث من صليب ضخم استقرّت عليه حمامة بيضاء. نزلت الحمامة ووقفت بجانب مارينا وقالت لها: " افرحي يا مارينا ، يا حمامة روحيّة لله لأنّك غلبت الخبيث وأخزيته. افرحي يا خادمة أمينة للربّ الذي أحببته من كل قلبك ومن أجله هجرت كل متع الأرض العابرة. افرحي وسُرّي لأنّ الوقت حان لتتلقّي إكليل الغلبة وتدخلي باللباس اللائق، مع العذارى الحكيمات، خدر ختنك وملكك!"

في الصباح نقُلت مارينا، مرّة جديدة، إلى أمام الحاكم. فلمّا أبدت تصميماً أشدّ من ذي قبل، أمر أوليبريوس بتعريتها وإحراقها بالمشاعل. وبعدما ألقيت في الماء لتختنق وأعانتها الحمامة البيضاء، اهتزّ العديدون لمرآها واعترفوا بالمسيح، فاغتاظ الحاكم بالأكثر وأمر بقطع رأسها. في الطريق إلى مكان الإعدام آمن الجلاّد بالمسيح، فلم يشأ بعدُ أن يمدّ يده لأذيتها، فقالت له القدّيسة: " لا نصيب لك معي إذا أمسكت عن إتمام ما أمرت به". إذ ذاك، بيد مرتجفة، قطع هامتها. وإنّ مسيحياًً، اسمه تيوتيموس، كان يتردّد على القدّيسة حاملاً لها طعاماً، جاء وأخذها وواراها الثرى بلياقة. وقد بقيت رفات القدّيسة ، حتى زمن الصليبيّين (1204م) تُكرم في القسطنطينية.

تعاليق: 0

The Holy Martyr Marina

الأربعاء يوليو 30, 2008 8:21 pm من طرف Admin

The Holy Martyr Marina


JULY 17th

(July 30 – West)

1. The Holy Martyr Marina.

Born in Pisidian Antioch of pagan parents, Marina only heard of the Lord Jesus at the age of twelve, of His incarnation of the most pure Virgin, His many miracles. His death by crucifixion and His glori­ous Resurrection. Her little heart was inflamed with love for the Lord, and she vowed never to marry and, further, desired in her soul to suffer for Christ and be baptised with the blood of martyr­dom. Her father hated her for her faith, and would not regard her as his Jaughter. The imperial governor, Olymbrius, hearing of Marina and learning that she was a Christian, at first desired her for his wife. When Marina refused, he ordered her to sacrifice to idols. To this, Marina replied: 'I shall not worship nor offer sacrifice to dead idols, lacking the breath of life, which have no awareness of themselves and are not even aware of our honouring or dishonour­ing them. I will not give them that honour that belongs to my Creator alone.' Then Olymbrius put her to harsh torture, and threw her into prison all wounded and bleeding. Marina prayed to God in the prison, and, after she had prayed, there appeared to her first the devil in. the form of a terrible serpent, which twined itself about her head. When she made the sign of the Cross, the serpent split asunder and disappeared. Then she was bathed in heavenly light; the walls and roof of the prison disappeared and a Cross was revealed, resplendent and lofty. On the top of the Cross was perched a white dove, from which there came a voice: 'Rejoice, Marina, thou dove of Christ, daughter of the Sion that is on high, for the day of thy joy is drawing near!', and Marina was healed by the power of God of all her wounds. The demented judge tortured her the next day by fire and water, but Marina endured it all as if not in her own body. She was finally sentenced to death by beheading. At the moment of her death, the Lord Jesus appeared to her, accom­panied, by angels. She was beheaded in the time of the Emperor Diocletian, but remains alive in soul and in power in heaven and on earth. One of her hands is preserved in the monastery of Valopedi on the Holy Mountain. Even in Albania, in the Langa mountains

overlooking Lake Ochrid, there is a monastery of St Marina with some of her wonderworking relics. Numerous miracles have been wrought in this monastery and still are, witnessed not only by Christians but also by Moslems. The Turks have such a veneration for this holy place that they have never laid hands on either the place or the monastery's possessions. At one time, a Turk was caretaker of the monastery.



FOR CONSIDERATION

Until Christ becomes to the soul all that has any lasting and unchanging worth; until then a man cannot come to suffer for Christ. How was St Marina, a fifteen-year-old girl, able to follow this path? Because Christ was everything to her. How was St Julitta able to rejoice, seeing her three-year-old son Cerycus dead for the Christian faith? Again, because Christ was everything. Here is how St Tikhon of Zadonsk speaks, in detail and in the form of a conver­sation between Christ and man. of how Christ is everything to man: 'Do you desire good for yourself? All good is in Me. Do you desire blessings? All blessings are in Me. Do you desire beauty? What is lovelier than I? Do you desire noble birth? What birth is more noble than that of the Son of God and the Virgin? Do you desire rank? Who is of higher rank than the King of heaven? Do you desire glory? Who is more glorious than I? Riches? All riches are in Me. Wisdom? I am the Wisdom of God. Friendship? Who is a greater friend than I — I who laid down My life for all? Help? Who

can help but I? Happiness? Who can be happy without Me? Do you seek consolation in distress? Who will console you but I? Do you seek peace? I am the peace of the soul. Do you seek life? In Me is the fount of life. Do you seek light? I am the light of the world.'

TO PONDER

Let me ponder on the miraculous brazen serpent in the wilderness (Numbers 21):

1. How the whole people was dying from snake-bite, until Moses raised up the brazen serpent on a pole.

2. How each man who had been bitten by a serpent, as soon as he looked on the brazen serpent, was healed.

3. How the brazen serpent prefigured Christ on the Cross.

HOMILY — on the necessity of re-iteration.

'Wherefore I will not be negligent to pui you alwavs in remembrance of these things, though \e know them, and be established in the present truth' (II Pet. 1:12).

A ploughman ploughs a field. Does he not repeat the same action again and again? How else would the field be tilled, if he did not repeat his action from dawn to dusk, deepening furrow after furrow?

A traveller goes along a road. Does he not. every moment, renew the same action, the sajne effort? How else would his journey pass and his destination be reached?

A carpenter cuts planks in his workshop. Does he not repeat the same action for every plink? How else would he prepare the required number of planks?

My brethren, is not everything that we do on a practical level a series of repetitions? Let not the preacher of truth grow weary and say: 'I have told them, and will not repeat it!' Let not the hearer of truth grow proud and say: 'I have heard that once, and don't need to hear it again.'

O teacher of the truth, do not be afraid of repeating again and again; of teaching by repetition and reminding by repetition. With­out repetition, the field is not ploughed nor the road travelled, nor the plank prepared. That is your task: to plough, to lead, to prepare.

O hearer of the truth, do not grow proud and say that you have heard the truth once. Truth is food for the soul. You have eaten bread today, and yesterday and the day before, month by month and year by year. And you will go on eating it, to strengthen your body. Feed your soul as well. Feed it with truth; with the same truth yesterday and today and tomorrow and for the rest of your life, that your soul may become whole and filled with light.

O Lord Jesus, feed us every day and even' hour with Thy truth — with Thyself, O Jesus, Thou sweet food! To Thee be glory and praise for ever. Amen.


تعاليق: 0

القدّيس الشهيد في الكهنة و اثينوجانيس وتلاميذه العشرة (القرن

الثلاثاء يوليو 29, 2008 12:30 pm من طرف Admin

القدّيس الشهيد في الكهنة و اثينوجانيس وتلاميذه العشرة (القرن 4 م)


16تموز شرقي (29تموز غربي)

فيما كان اضطهاد ذيوكليسيانوس للمسحيّين مضطرماً في كل الأمبراطورية وفيه حثّ للأولاد على تسليم ذويهم، والدم والرعب ذائعان في كل مكان، دخل الحاكم فيليماخوس مدينة سبسطية، في أرمينيا الصغرى، يتقدّمه موكب من كهنة الأوثان والمزمّرين وضاربي الصنوج. وما إن استقرّ في ديوانه حتى خرج المنادي يدعو كل السكّان إلى التقدّم للتضحية لآلهة الأمبراطور لكن الجموع أجابت بصوت متفق: "نحن مسيحيون ولا نضحّي للأوثان!" فكانت النتيجة أن سُلّم عدد من المسيحيّين للذبح.

وجاء مَن وشى لدى الحاكم بالخور أسقف أثينوجانيس، المقيم في هيراكليوبوليس، أنّه يحثّ السكّان على مقاومة مراسيم الأمبراطور . أرسلت مفرزة من العسكر إلى المكان. وإذ لم يجدوه أوقفوا تلاميذه العشر واستاقوهم إلى سبسطية مصفّدين بالقيود والقوهم في السجن ريثما يتمّ القبض على معلّمهم.

فلمّا عاد القدّيس أثينوجانيس ، في اليوم التالي، بحث عن تلاميذه رافعاً الصلاة بدموع إلى الربّ الإله من أجلهم. وإن اتّخذت صوتاً بشرياً، بنعمة الله، كشفت له أنّ تلاميذه جرى إيقافهم واقتادهم الجند إلى سبسطية ليستشهدوا. بارك القدّيس الحيوان وأسرع الخطى إلى المدينة. فلمّا وصل إلى المحكمة صرخ بالطاغية أنّ غضب الله سوف يحلّ لكل المحن التي ينزلها بالمسيحيّين . للحال أمسكوه وألقوه في السجن فالتقى هناك تلاميذه من جديد وشجّعهم على الثبات في الجهاد إلى النهاية ليكون لهم أن يجالسوا المسيح في العشاء الذي دعاهم إليه.

في اليوم التالي مَثَل الجميع أمام فيليماخوس الذي هدّدهم بعذابات مروّعة، نظير سواهم من المسيحيّين الذي سبقوهم، إن لم يقدّموا الأضاحي للأوثان. أجاب الأسقف القدّيس أنّ هؤلاء الشهداء المغبوطين يرقصون الآن مع الملائكة ولا رغبة لديه، هو ورفاقه، سوى في الانضمام إليهم. أمّا العشرة فمدّدوا للتعذيب. ولمّا لم تنفع الحيلة في حملهم على التراجع عن موقفهم جرى قطع رؤوسهم. أما أيثنوجانيس فلمّا دنا منه فيليماخوس قال له: "أين مسيحك؟ لمَ لمْ يأت ليخلّص رفاقك؟!" والقدّيس نفسه مُدّد وضُرب على جنبيه فهتف: "عليك، سيدّي، قد وضعت رجائي فنجّني برأفتك". فسُمع صوت من السماء يقول: "تشجّع يا مختاري ولا تخف لأّني معك لأحفظك". وإذ بقي الجلاّدون كأنّهم مشلولون،هتف فيليبس، مشير الحاكم: "لقد قلت لك إنّه ساحر. لنتخلّص منه بسرعة!" فلفظ فيليماخوس، في حقّ القدّيس، حكم الموت، لكنّه، بناء لطلب رجل الله، رضي أن يكون تنفيذ الحاكم في محل إقامته.

لمّا بلغ الموكب المكان ركضت الظبية وسجدت عند قدمي أثينوجانيس فقال لها:"لقد حُرمت من إخوتك وستُحرمين، بعد قليل، من الذي ربّاك. ليعط الربّ الإله درّيتك ألا تقع البتّة تحت سهام الصيّادين شرط أن تقدّمي كل سنة أحد صغارك ليُقدّم ذبيحة يوم ذكراناً. ثمّ صرفها بسلام وباركها. بعد ذلك وجّه الصلاة إلى الله من أجل مَن يقيمون تذكاره. ثمّ أحنى عنقه فجرى قطع رأسه وانضمّ إلى تلاميذه.

رغبة القدّيس من جهة الظبية استُجيبت بعد نياحته، فكل سنة، في ذكراه، أثناء قراءة الإنجيل في القدّاس الإلهي كانت ظبية تدخل الكنيسة حاملة أحد صغارها فتجعله عند المذبح وتنصرف.

تعاليق: 0

القدّيسان الشهيدان كيريكس ويوليطا (القرن 4 م)

الإثنين يوليو 28, 2008 5:08 pm من طرف Admin

القدّيسان الشهيدان كيريكس ويوليطا (القرن 4 م)


15تموز شرقي (28تموز غربي)

كانت القدّيسة يوليطا من نسب علّية النبلاء في إيقونية. اعتمدت باسم الربّ يسوع فاقتنت النُبل الحقيقي. ترمّلت وعفّت عن الزواج ثانية مؤثرة العيش في التقى والأعمال المرضية لله مع ابنها كيريكس ذي الثلاثة الأعوام. فلمّا شرع دوميتيانوس، حاكم ليكاؤنيا، بوضع القرارات الملكية بشأن اضطهاد المسيحيّين موضع التنفيذ سنة 304 م، لجأت إلى سلفكية مفضّلة التخلّي عن كل خيراتها المادية واقتبال مشاق النفي المرير على نكران الربّ يسوع. لكنّها وجدت في تلك المدينة حالة أشد اضطراباً لجهة اضطهاد المسيحيّين، فإن موفد الأمبراطور، المدعو الكسندروس، أثار الرعب هناك وسلّم إلى التعذيب والموت، بلا هوادة ، كل الذين رفضوا الخضوع للمراسيم الملكية.إزاء هذا الوضع آثرت يوليطا أن تتوجّه إلى طرسوس الكيليكية مع ابنها وخادمتين. لكنّها وجدت الطاغية، ألكسندروس، قد سبقها وشرع في إتمام عمله الشقي. وإذ انتهى إلى الموفد الملكي خبر اللاجئة النبيلة، عمد إلى إيقافها وتقديمها للمحكمة مع ابنها على ذراعيها. أمّا الخادمتان فتمكّنتا من الإفلات ومتابعة بقية ما حدث في الخفاء.

سئلت يوليطا عن هوّيتها فأجابت ببساطة: "أنا مسيحّية!" فاهتاج الحاكم ودفعها إلى التعذيب. أوثقها الجلاّدون وانهالوا عليها ضرباً بأعصاب الثيران، فيما نزع آخرون وليدها من بين يديها، وكلّه في الدمع، وقدّموه للحاكم. أخذه ألكسندروس وجعله على ركبتيه وداعبه محاولاً ضمّه إليه وهو يقول له بلهجة لطيفة: "دع عنك هذه الساحرة وتعال إليّ أنا، أباك، فأجعلك ابناً لي ووارث ثروتي فتكون لك حياة هادئة لا قلق فيها". ومع أن كيريكس بدا وليداً فقد كانت له حكمة الشيوخ، فإنّه استدار وعاين أمّه تكابد العذاب فردّ عروض الطاغية وضربه بقبضتيه الصغيرتين وخدشه بأظافره وهتف: "أنا أيضاً مسيحي!" ولبطه في جنبيه حتى صرخ ألكسندروس متوجّعاً. كل هذا حوّل رفق الموفَد سُخطاً فأمسك الولدَ من رجله وألقاه بعنف على درجات السلّم الحجري المؤدّي إلى محكمته، فأنكسرت جمجمة الولد القدّيس وفارق الحياة إلى ربّه للحال مقدّساً الأرض بدمه ونائلاً إكليل أبطال التقوى الميامين.

هذا جعل يوليطا تمتلئ فرحاً إلهياً فشكرت الربّ لأنّه فتح لابنها أبواب المجد. وإذ أدينت من الحاكم، الذي لم يكن قد هدأ بعد، أعلنت أنّه ليس هناك عذاب يقوى على محّبتها لله، فمرحى بالتعذيب لأنّه يتيح لها، بالعكس، أن تنضمّ إلى ولدها العزيز ! إذ ذاك أعمل الجلاّدون أظافر حديدية في جسدها وسكبوا على أعضائها زفتاً مغليّاً أما هي فرغم الألم الشديد الذي اعتراها فقد استمرّت تعترف بالإيمان. فلما لم تنفع تدابير ألكسندروس أمر بقطع رأسها. وقد أخذت إلى خارج المدينة حيث صلّت ونُفّذ الحكم في حقّها. هذا وألقي جسدها وجسد ابنها في الحفرة المخصّصة للمحكومين. فلما أسدل الليل ستاره جاءت الخادمتان وأخذتا الرفات ودفنتاها في مغارة في تلك الأنحاء وقد جرت بالرفات أشفية عدّة.

تعاليق: 0

عيد حافل لجبرائيل رئيس الملائكة تذكار أبينا البار استفانس ال

السبت يوليو 26, 2008 12:37 am من طرف Admin

عيد حافل لجبرائيل رئيس الملائكة تذكار أبينا البار استفانس الذي من دير القديس ساباأُثبتت سيرة البار في اليوم الثامن من تشرين الأول، القدّيسة الشهيدة غوليندوخ الفارسية المدعوة بالمعمودية مريم


(القرن السادس م)

13تموز شرقي (26تموز غربي)

نبتت القدّيسة غوليندوخ من عائلة مجوسية نبييلة وتزوّجت من أحد المتعصبّين للديانة المازدية، زمن الملك الفارسي خسرو الأول (531 -578). كانت مماشية لمعتقد زوجها لكنّها كانت تنفر، في ذاتها، من عبادة الشمس والنار. كانت تشتاق، من كل قلبها، إلى ديانة نقيّة حقيقيّة. فاستجابة لرغبتها العميقة الأصلية، أبان لها ملاك من عند الربّ، في رؤيا امتدّت ثلاثة أيّام، موضعاً مظلماً محرقاً كان أجدادها، عبدة الأوثان، يعُاقَبون فيه. ثمّ أشار، عبر كوّة، إلى موضع آخر مضئ يقيم فيه جمهور المختارين في الفرح والغبطة. أرادت أن تدخل في الكّوة ممنعها الملاك قائلاّ إنّه لا يدخل إلى ذلك الموضع إلاّ الذين اقتبلوا معمودية المسيح المقدّسة وإذ اتّقدت شعلة الإيمان في قلبها، لمّا خرجت من هذا الاختطاف،قرّرت أن تصير مسيحيّة وسألت الله أن يريها كيف . تذرّعت بزيارة والديها فاستأذنت روجها وتعلّمت المسيحيّة واعتمدت ودُعيت مريم. فلمّا عادت إلى بيتها أرادت أن تكون حياتها موافقة لإيمانها فقطعت كل علاقة جسدية بزوجها. أمّا هو فكان أعجز من أن يفهم الدعوة إلى الحياة الروحيّة فحاول، بكل الطرق، أن يقنعها بالتخلّي عن نهج الإيمان بالمسيح والعودة إلى ملاذ الجسد. وإذ خيّبته سخط ونقل خبرها إلى الملك واتّهمها بالخيانة. بعث خسرو إليها بأحد أعيان القصر واعداً إيّاها بأن يتّخذها زوجة له إذا تراجعت عن إيمانها. جواب غوليندوخ كان: "لقد تزوّجت ملكاً أزالياً، أو أنت تعرض عليّ اتّحاداً بإنسان يموت!" فحكم عليها الملك بالسجن في قلعة النسيان، بين حيزاي، التي دُعيت كذلك لأنّ المحكومين فيها كانوا يُمحون، إلى الأبد، من سجل الأحياءء ولأنه كان ممنوعاً ذكر أسمائهم تحت طائلة الموت. بقيت القدّيسة هناك ثمانية عشر عاماً ولمّل تَخُرْ عزيمتها. وإذ وجدت، في المكان، مسيحيّين آخرون أمكنها أن تتعلّم منهم المزاميروالكتب المقدّسة بالسريانية، كما أجتذبت، بمواعظها، العديد من المساجين الوثنيّين إلى الإيمان المسيحي. درى الملك بأمرها فأخضعها لعذابات مُرة. فلما قضى خسرو نحبه وخلفه ابنه أورميزداس الرابع (579-590) أخرج القدّيسة من السجن وسلّمها إلى تعذيبات شيطانية. ومع أنّها كابدت العذاب، بصورة يومية، فإنّها بقيت صامدة لا تتزعزع، كما كانت تُشفى من جراحها بالنعمة الإلهية. أقفلوا عليه في كيس ملئ بالرماد الحارق لكنّها شعرت كأنّها انتقلت إلى خدر عرسي مشعّ عطر. ألقوها في حفرة فيها وحش مروّع . فبقيت، في الحفرة، أربعة أشهر. وبدل أن يفترسها الوحش روّضته فصار ينام متّكئاً برفق على ركبتيها كالحمل. خلال ذلك لم تتناول القدّيسة طعاماً لأن ّ ملاك الربّ جاء ومنحها القوّة على احتمال الجوع والعطش برسم إشارة الصليب على فمها فلم تعد، مذ ذاك، بحاجة لأن تأكل إلاّ القليل مرّة كل عشرة أيّام.

أخرجها الوثنيّون من الحفرة دون أن تحرّك قلوبَهم الآيات التي رأوها. أسلموها إلى مكان للدعارة. ولكن كلّما رغب بعض المحلّين في أن يدخلوا إليها كانت تُخفي عن عيونهم. ظنّ الفرس أنّ المرأة ساحرة فحكموا عليها بالنفي المؤبّد. ضمّوها إلى فاعلي السوء وجعلوا في عنقها طوقاً من حديد. تراءى ملاك للجلاّد وأمره بفك الطوق. فلمّا رفض أن يفعل ذلك بحجّة أنّه سيدفع رأسه ثمناً لو فعل، فكّ الملاك الطوق دون أن يكسر الختم وأعطاه للعسكري قائلاً له أن يذهب ويقدّمه للمك علامة أنّ القدّيسة جرى قطع رأسها.

وإذ أطلق الملاك القدّيسة من السجن ، كما فعل بالرسول بطرس قديماً (أع 12)، عبّرت غوليندوخ عن أسفها أنّها لم تحظ بإكليل الشهادة وسارت حزينة إلى نصيبين. فعاد الملاك وظهر بقربها وحزّ عنقها برفق بالسيف فسال دم علي ثيابها التي صارت تتجري بها العجائب بوفرة.

وصلت غوليندوخ إلى نصيبين، فاجتذبت هناك العديد من الوثنّيين إلى الإيمان بالربّ يسوع. بقيت هناك إلى اليوم الذي أغتال فيه خسرو الثاني أباه أورميزداس وأطلق سراح أسرى أبيه. ولكنْ بالكاد تبوّأ العرش حتى تعرّض للترحيل وطلَب اللجوء السياسي والحماية لدى الأمبراطور موريق واعداً بأن يصير مسيحياً. أمّا القدّيسة غوليندوخ، التي صارت تُعرف بتسمية "الشهيدة الحيّة"، وكانت مكّرمة جداً، فقد دُعيت للاشتراك في الموكب.

حجّت القدّيسة غوليندوخ إلى الأرض المقدّسة. ومنها جاءت إلى منبج (هيارابوليس) على الفرات لتنتظر قدوم خسرو الذي جاء لزيارة ضريح القدّيس سرجيوس في الرصافة بهدف إعادة صليب من ذهب سبق أن أخذه أبوه من هناك لمّا نهب الكنيسة. أثناء ذلك أرسل القدّيس دوميتيانوس ميليتيني(10 كانون الثاني) ورئيس أساقفة أنطاكية جاورجيوس ليهلّما الملك الإيمان المسيحي فالتقيا القدّيسة غوليندوخ واستعلما عن جهاداتها الطيّبة. وبفضل هذين الأسقفين أقام ملك الفرس السلام مع الأمبراطور موريق الذي أرسل جيشاً أعاده إلى عرشه. وتعبيراً عن شكر خسرو ردّ لموريق مدينة مارتيروبوليس (مدينة الشهداء) ومحميّة دارا. أمّا القدّيسة غوليندوخ فعرفت بقرب مغادرتها فانتقلت إلى كنيسة القدّيس سرجيوس في Sargathon الواقعة بين نصيبين ودارا وهناك صلّت ورقدت بسلام في 13 تموز سنة 591م.

تعاليق: 0

القدّيسان الشهيدان بروكلس وهيلاريون

الجمعة يوليو 25, 2008 12:35 am من طرف Admin

القدّيسان الشهيدان بروكلس وهيلاريون


(القرن 2 م)

12تموز شرقي (25تموز غربي)

في ذلك الزمان أصدرالأمبراطور الروماني ترايانوس مرسوماً يقضي بأن كل الذين يمتنعون عن التضحية للأوثان ويعلنون أنّهم مسيحيّون يُلقَون في النار . كان ذلك حوالي العام 102 م. للحال انتشر مخبرون في كل مكان لاقتناص مثل هؤلاء لا فرق أأصدقاء كانوا أم إخوة أم أولاداً للمخبرين، مؤمّلين أنفسهم بالربح الخسيس، فيما عمد آخرون إلى تسليم المسيحييّين خوفاً من السلطة أو غيرة على الوثنيّة . فجاء بعض هؤلاء إلى أنقره في غلاطية. هناك جرى القبض على بروكلس الذي من قرية كاليبوس، بقرب أنقره، واستيق إلى المدينة حيث اتفق وجود الأمبراطور شخصياً.

لمّا جئ ببروكلس المحكمة مصفّداً بالقيود كان يرنّم: "سدّد خطواتي، يا ربّ، في سبيل السلام وافتح فمي لأسبّحك". دعاه الأمبراطور إلى التضحية تحت طائلة الإلقاء للوحوش فأجاب:"الربّ يرعاني فلا أخاف ما يصنع بي الإنسان" (مز 117). هذا أغاظ ترايانوس فأمربإعادته إلى السجن. بعد ثلاثة أيّام استدعاه الحاكم مكسيموس للإستجواب. وإذ أجابه القدّيس بجسارة حظي الحاكم من الأمبراطور بسلطة اللجوء إلى ما يراه مناسباً من وسائل التعذيب لكسر مقاومته. فلمّا أوقفه أمامه من جديد ذكّره بأنّ الأضحية مفروضة بقوانين الحكّام، فأجاب بروكلس: "هذه قوانين فاسدة تدلّ على أعمالهم الشرّيرة". فأردف الحالم: "إنّك تهين الأباطرة إذ تجسر أن تقاوم القوانين التي سنّوها لخلاصنا". وبعدما هدّده قال قدّيس الله: "لست أخشى التعذيب لأنّه مكتوب لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد أمّا النفس فلا يقدرون أن يقتلوها. خشية الله خير من خشية الناس". وإذأقدم رجل الله على فضح زيف الآلهة مدّدوةعلى منصبة التعذيب وانهالو عليه جلداً حتى أدموا كل جسده. أمّا هو فلم يئنننن ولا تفوّه بكلمة. بعد ذلك، كما ورد، أراد الحاكم التوّه إلى كاليبوس فاستاقوا القدّيس وراء الحاكم فسأل القدّيس الربّ الإله أن يثبّت الحاكم في مكانه دون حراك إلى أن يعترف بأنّ الربّ الإله هو وحده الإله الحقّ. ولم يستعد الحاكم قدرته على الحركة إلاّ بعدما كتب على ورقة: "أعترف أنّ هذا هو إله بروكلسس ولا إله سواه". لكنّه ما إنّ وصل إلى كاليبوس حتى اتّهم القدّيس بالسحر وأحرق بطنه وجنبيه بالنار. استمّر القدّيس متماسكاً صامتاً. علّقوه على مشنقة وجعلوا حجراً كبيراً في رجليه. وإذ من جديد لينفّذوا فيه حكم الإعدام التقى بابن أخيه (أو أخته) واسمه هيلاريون فحيّاه وضمّه إلى صدره وجاهر بالفم الملآن بأنّه هو أيضاً مسيحي. فقبض عليه العسكر وأودعوه السجن. فلمّا بلغ بروكلس موضع الإعدام صلّى ثمّ قضوا عليه رمياً بالسهام. أمّا هيلاريون فأ ُقف أمام الحاكم فردّد أنّه مسيحي ولا يخشى التعذيب. ضربوه بالسياط وجرّروه على الأرض مسافة ثلاثة أميال. وفيما كان دنه ينسكب على الأرض كان يُنشد: "في الجبال المقدّسة أساساتها. الربّ يحبّ أبواب صهيون أكثر من جميع مساكن يعقوب" (مز 86: 1-2). أخيراً جرى قطع رأسه ووري الثرى بجانب القدّيس بروكلس.

تعاليق: 0

أعجوبة القّديسة أوفيميابشأن اعتراف إيمان المجمع المسكوني الر

الخميس يوليو 24, 2008 11:55 pm من طرف Admin

أعجوبة القّديسة أوفيميابشأن اعتراف إيمان المجمع المسكوني الرابع


( القرن 5 م)

11تموز شرقي (24تموز غربي)

لمّا اجتمع الآباء الستمائة والثلاثون في المجمع المسكوني الرابع (خلقيدونيا 451 م)، بهمّة الأمبراطوريَن التقيّين مرقيانوس وبلخاريا، في البازيليكا الفسيحة للقّديسة أوفيميا، كان سعي إلى دحض الآراء الهرطوقية للأرشمندريت أفتيشيس المدعوم من رئيس أسافقة الإسكندرية ديوسكوروس والتماساً لحكم قاطع من الله في هذا الشأن اقترح البطريرك القّديس أناتوليوس أن يحرّر الفريقان كتاباً لكل منهما يضمّنه دستور إيمانه الخاص به وأن تُجعَل الوثيقتان في الصندوق الذي يضمّ جسد القدّيسة أوفيميا. فلمّا وُضع الكتابان على صدر القدّيسة خُتم الصندوق وانصرف الآباء إلى الصلاة. بعد ثمانية أيام عاد الجميع إلى المكان. فما إن فتتتحوا الصندوق حتى اكتشفوا أنّ القدّيسة كانت تضمّ كتاب الإيمان الأرثوذكسي إلى صدرها فيما وُجد كتاب الهراطقة عند قدميها. وثمّة رواية قديمة أخرى لما حدث مفادها أنّ الآباء جعلوا الوثيقتَين في الصندوق، للحال مّدت القّديسة يدها وأخذت كتاب الإيمان القويم وقبّلته وسلّمته إلى الآباء. وفي الرسالة التي كتبها آباء المجمع للقدّيس لاون الأول الرومي قالوا:" (إنّ القدّيسة الشهيدة أوفيميا) إذ اقتبلت منّا التحديد العقدي، قدّمته إلى عريسها بوساطة الأمبراطور والأمبراطورة باعتباره الإيمان الذي تدين به، فثّبتت باليد واللسان المرسومَ الموقّع من الجميع".

إلى هذه الأعجوبة وردت للقّديسة أوفيميا أعاجيب أخرى جرت برفاتها المقدّسة. فأثناء غزوة فارسية – والفرس حاولوا غزو القسطنطينية ثلاثاً في العام 608م و 616م و 626م – اجتاح الفرس خلقيدونيا وحاولوا إتلاف رفات القدّيسة بالنار فلم يصبها أذى. في المقابل سال من الصندوق الذي أحدثوا فيه ثلاثة ثقوب دم حار. هذه الآية عينها تكرّرت في أوقات متفاوتة محدثة جملة من الأشفية للمؤمنين المقبلين لجمع دم القدّيسة الشهيدة. وما كان يحدث بتواتر أكبر كان أنّ ضريحها كانت تخرج منه رائحة طيب دليلاً على حظوة القدّيسة لدى الله.

وحماية لهذه الرفات الثمينة من التدنيس جرى نقلها إلى القسطنطينية حيث وُضعت في كنيسة القدّيسة أوفيميا بقرب ميدان السباق. غير أنّها ألقيت في البحر، زمن اضطهاد الأمبراطور قسطنطين الزبلي الاسم، فيما حُوّلت الكنيسة إلى مخزن أسلحة. لكن صيّادَي سمك التقطاها على شاطئ ليمنوس. وقد أُعيدت إلى العاصمة في زمن الأمبراطورة إيريني حيث استمرّت العجائب تجري بها. والرفات اليوم في مقر البطريركية المسكونية في الفنار.

تعاليق: 0

شهداء نيقوبوليس الأرمنية الخمسة والأربعون (القرن 4 م)

الأربعاء يوليو 23, 2008 10:42 am من طرف Admin

شهداء نيقوبوليس الأرمنية الخمسة والأربعون (القرن 4 م)


10تموز شرقي (23تموز غربي)



في حوالي العام 316م، زمن الإمبراطور الروماني ليسانوس قيصر، استعر الاضطهاد من جديد، في كل الأمبراطورية الشرقية، ليطال العديد من المؤمنين هنا وثمّة. في ذلك الحين بلغ ليسياس الوالي مدينة نيقوبوليس في أرمنية وفي نيّته هدر دم كل مَن يقاوم المراسيم الملكية. أعيان المدينه لاونديوس وموريق ودانيال وقفوا، هم وأربعون مسيحياً، من تلقاء أنفسهم، واعترفوا بشجاعة أنّهم تلاميذ للمسيح ودعوا الوالي إلى إتمام واجبه. ولمّا مثلوا أمام المحكمة صرّح لاونديوس أنّه يأبى أن يعبد الأوثان طاعة لوصايا المسيح المصلوب الناهض من بين الأموات لخلاص العالمين.

سخط الوالي الخسارة المعترفين وأمر بتحطيم أحناكهم بالحجارة. وفيما لعن الجميع الوالي كخادم للشيطان وجّه لاونديوس إليهم الكلمات التالية: "لا تلعنوا، يا إخوتي، المسيئين إليكم. باركوا ولا تلعنوا". حاول ليسياس اجتذاب مَن أمكن بالوعود فخاب خيبة كاملة. ألقاهم في السجن ومنع عنهم الطعام وحتى الشراب رغم الحرارة اللاهبة. مجّدوا الله الذي أهّلهم لأن يتألّموا من أجله. نفخ فيهم لاونديوس روح الشهادة ودعاهم للثبات إلى آخر الشوط أسوة بالذين سبقوهم من قدّيسى الله. تمكّنت إحدى النساء، باسيلا، من حمل بعض الماء إليهم. في صباح اليوم التالي مثَلوا لدى ليسياس من جديد فأخضعهم لعذابات شرسة عسى أن يذعنوا فلم يوافقوه فأعادهم إلى السجن. في تلك الليلة تراءى لهم ملاك الربّ وشدّدهم وأبان لهم أنّ نهاية جهادهم وشيكة وأنّ أسماءهم دُونّت في سجل الحياة . وقد ورد الجلاّدَين مينياس وبيريلاد عاينا الرؤية وآمنا بالمسيح. بلغ الوالي نبأ هداية عاملَيه فأمر بالخمسة والأربعين فقُطعت أذرعُهم وسوقُهم وأُلقيت في أتون النار ثّم في نهر ليكوس. لكن مسيحيّين أتقياء وقعوا على رفاتهم فأعادوها إلى نيقوبوليس حيث أضحوا شفعاء المدينة وحماتها.

تعاليق: 0

القدّيس الشهيد في الكهنة بنكّرايتوس التفروميني (القرن الأول

الثلاثاء يوليو 22, 2008 12:30 am من طرف Admin

القدّيس الشهيد في الكهنة بنكّرايتوس التفروميني (القرن الأول م)


9تموز شرقي (22تموز غربي)



يُذكر أيضاً في اليوم التاسع من شباط.

وُلد في أنطاكية زمن الربّ يسوع. اعتمد ووالداه في أوروشليم . تعرّف بالرسول بطرس. نسك لبعض الوقت. أخذه معه الرسول إلى إيطاليا. صار أسقفاً لتفرومينا في صقلية. طرد الشياطين وهدى السكّان إلى المسيح بمَن فيهم حالكم المدينة جرت به عجائب جمّة من الذين اهتدوا به كاهنة الأوثان بنديكتا التي اعتمدت وصارت شمّاسة. استُشهد ضرباً بأيدي الوثنيّين . بنيت، فيما بعد، كنيسة حملت اسمه.

تعاليق: 0

القدّيس العظيم في الشهداء بروكوبيوس والذين معه (+303 م)

الإثنين يوليو 21, 2008 1:07 am من طرف Admin

القدّيس العظيم في الشهداء بروكوبيوس والذين معه (+303 م)


8تموز شرقي (21تموز غربي)

قيل عن القدّيس بروكوبيوس إنّه وُلد في أورشليم من أب مسيحي وأمّ وثنيّة اسمه في الاساس كان نيانيس. إثر وفاة والده أنشأته أمّه بالكامل على الوثنيّة الرومانية. لمّا كبر وقهت عين الأمبراطور ذيوكليسيانوس عليه، في إحدى المناسبات ، فضمّه إليه فلمّا أطلق الأمبراطور حملة على المسيحيّين أقام نيانيس على رأس مفرزة من العسكر وأوافده إلى اللإسكندرية ليتخلّص من المسيحيّين هناك. في الطريق حصل له شبه ما حصل لشاول الطرسوسي ( القدّيس بولس) في طريقه إلى دمشق. فقبل الفجر اهتّزت الأرض بعنف وظهر له الرب ّّيسوع. قال له: "يا نيانيس، إلى أين أنت ذاهب وعلامَ أنت ثائر؟" فارتجّ نيانيس وأجاب: "من أنت يا سيّد؟ لا يمكنني أن أتبيّنك". ثمّ إنّ صليباً برّاقاً، كمن البلّور، هر في السماء وخرج من الصليب صوت يقول: "أنا يسوع، ابن الله المصلوب". وتابع السيّد قائلاَ: "بهذه العلامة التي رأيت سوف تقوى علي أعدائك وعليك سلامي".

غيّر هذا الحدث حياة نيانيس. وقد أوصى على صليب كالذي عاينه في كبد السماء. وبدل أن يتحرّك على المسيحيّين كما شاءه ذيوكليسيانوس وجّه جنده ضدّ الهاجريّين (القبائل) الذين اعتادوا أن يهاجموا أوروشليم ليغزوا ويسبوا النساء. وقيل أنّه حقّق عليهم نصراَ كاسحاً ودخل أوروشليم وأطلع أمّه على كونه صار مسيحياً. في ذلك الحين كانت أمّه بعد وثنيّة شرسة، فوشت به. جيء به للمحاكمة فنزع سيره العسكري وسيفه وألقاهما أرضاً مبدياً أنّه لم يعد جندياً إلاّ في عسكر المسيح الملك. أُخضع للتعذيب وأُلقي في السجن . ظهر له الربّ يسوع ثانية وعمّده وأعطاه اسماً جديداً هو بروكوبيوس.

بعد ذلك، كما قيل، كَشف له مجموعة من النسوة، اثنتا عشرة في العدد، أنهن خادمات للمسيح. هؤلاء جرى توقيفهن وأُلقين في السجن ثمّ عُذّبن. إلى هذه المجموعة انضمّت والدة بروكوبيوس بعدما اهتدت واعتمدت. وقد تكلّلن جميعاً بإكليل الشهادة.

أمّا بروكوبيوس فبعد سلسلة عذابات جرى قطع رأسه في قيصرية فلسطين.

يشار إلى أنّ والدة القدّيس كانت تدعى ثيودوسيا وأن اثنين من النبلاء، أنطيوخوس ونيكوستراتوس، آمنا بالمسيح بسببه وقضيا شاهدَين.

إلى ذلك ثمّة مَن يقول إنّ القدّيس بروكوبيوس الممحتفي به اليوم هو إيّاه المحتفى به في 22 تشرين الثاني وقد أتى أفسافيوس القيصري على ذكره كأول شهيد في فلسطين.

تعاليق: 0

القدّيسون الشهداء بيرغرينوس ورفقته ( القرن الثاني للميلاد)

الأحد يوليو 20, 2008 10:32 pm من طرف Admin

القدّيسون الشهداء بيرغرينوس ورفقته ( القرن الثاني للميلاد)

· هؤلاء هم، بالإضافة إلى بيرغرينوس، لوقيانوس وبومبيوس و هزيخيوس وبابياس و ساتورنينوس وجرمانوس. وهم مسيحيّون أتقياء لجأوا إلى ديراخيوم هرباً من اضظهاد ترايانوس. حضروا شهادة القدّيس أستيوس (6 تموز) ثّم واروا جسده الثرى بإكرام. قبض عليهم الجند فاعترفوا بالمسيح ربّاً وإلهاً وسُلّموا إلى أغريكولاوس الذي تركهم في عرض البحر على ظهر مركب. هلكوا غرقاً. بعد تسعين سنة، إثر إعلان إلهي، جمع رفاتهم رئيس أساقفة الإسكندرية وجعلها في كنيسة بناها تذكاراَ لهم.

تعاليق: 0

القدّيسة الشهيدة دومينيكا (كيرياكي) (القرن الرابع م)

الأحد يوليو 20, 2008 10:31 pm من طرف Admin

القدّيسة الشهيدة دومينيكا (كيرياكي) (القرن الرابع م)

هي ابنة أبوَين تقيَين دوروثاوس وأفسافيا من آسيا الصغرى. أبصرت النور إثر عقر حلّة الربّ الإله بصلاة والدّيها المتواترة. كُرسّت لله منذ الطفولية. لم يكن ليشغل قلبها ما يشغل الأطفال عادة. لمّا نمت في النعمة والقامة استبانت فتاة جميلة في النفس والجسد. كثيرون رغبوا بها زوجة لهم لكّنها منعت نفسها عنهم لأنّها كانت، كما قالت، قد كرّست نفسها للمسيح ولا ترغب إلا ّ في الموت عذراء له. أخد الذين خيّبتهم وشى بها وبوالدَيها لدى الإمبراطور ذيوكليسيانوس إنها مسيحية.أ ُخذ والداها وعُذبا ثمّ نُفيا إلى ميتيلين حيث قضيا شهيدَين بعدما أوقع الجلاّدون بهما مزيداً من أعمال التعذيب . أما دومينيكا فبعث بها ذيوكليسيانوس إلى صهره مكسيميانوس . فلمّا أقرت بإيمانها بالمسيح، لدى هذا الأخير، أمر بإلقائها أرضاً وجلدها ثمّ عرّضها للتعذيب بوحشية ولكنْ عبثاً . بقيت صامدة ثابتة في إيمانها. ظهر لها الربّ يسوع وهي في السجن وشفى جراحها. كما نجّاها، فيما بعد، من النار ومن الحيوانات المفترسة. هذا كان سبب هداية عدد من الوثنيّين إلى الإيمان بالمسيح. وكل الذين آمنوا جرى قطع رؤوسهم. قالت دومينيكا لأبولونيوس، معذّبها: "لا سبيل لديك لتحويلي عن إيماني. ألقني في النار في مثل الفتية الثلاثة. ألقني للحيوانات المفترسة فلي مثل دانيال النبي. ألقني في البحر في مثل يونان النبي. سلّمني للسيف فسأذكر السابق المجيد. الموت لي هو حياة في المسيح". إثر ذلك أمر أبولونيوس بقطع رأسها. رفعت يديها وصلّت وقبل أن يقطع السيف هامتها أسلمت الروح. كانت شهادتها في نيقوميذيا في العام 289م.

تعاليق: 0

القدّيس البار توما جبل الملاون (القرن 10 م)

الأحد يوليو 20, 2008 10:31 pm من طرف Admin

القدّيس البار توما جبل الملاون (القرن 10 م)


7تموز شرقي (20تموز غربي)

كان البار توما من عائلة نبيلة عنيّة. امتهن الجندية وذاع صيته للانتصارات العديدة التي حقّقها على البرابرة. كان مخوفاً لكنّه لمّا اخترقته محبّة يسوع وصارت كالجمر توقّداً في صدره هجر، بلا ندامة، المياة المرّة لهذه الحياة ليحمل نير المسيح الخفيف. صار راهباً وسلك في الفقر الاّتضاع. اتّخذ النبي إيلياس نموذجاً له. ظهر له ذات ليلة واقتاده إلى جبل الملاون الذي يظّن قوم أنّه في الطرف الجنوبي من جزر البليوبونيز ويظّن آخرون أنّه من توابع جبل الأوليمبوس في بيثينيا. هناك استقّر مقيماً في السموت (الهزيخيا) سالكاً في الصلاة الدائمة. تلألأ كالنجم بأسهاره وصلواته حتى انصرفت الأبالسة عن كل الجوار الذي كان فيه. مَنّ عليه الربّ بموهبة صنع العجائب فأنبع نبع ماء وردّ البصر لعميان وأقام مقعدين.عندما كان في الصلاة كان يبدو، من بعيد، وكأنه عمود نار في أعين أنقياء القلوب الذين أًَُهلوا لمعاينته. رقد بسلام في الربّ لكنّه لم يكفّ عن مداواة أدواء الناس المقبلين بإيمان لإكرام رفاته المقدّسة بطيب عجيب يسيل من ضريحه.

تعاليق: 0

القديس البار سيصوي الكبير ( القرن 5م)

السبت يوليو 19, 2008 1:16 am من طرف Admin

القديس البار سيصوي الكبير ( القرن 5م)


6تموز شرقي (19تموز غربي)

اسم القدّيس سيصوي أوشيشوي هو "ابن العالي". من مواليد مصر. ترك العالم في شبابه ولجأ إلى برية شيهيت وهو في العشرين(340م). هناك تتلمذ للقدّيس مكاريوس. وإذ كان يشتهي حياة أكثر هدوءاً عبر في العام 356م نهر النيل وجاء إلى جبل القدّيس أنطونيوس الكبير فكانت له سيرةهذا القدّيس وفضائله معيناً ومثبتاً.تعاطى التوحّد إلى العام 426م. وقد عاش إلى عمر 109/110 سنوات. في سنيه الأخيرة عاد إلى برّية شيهيت حيث تنيّح بعد قليل من إقامته فيها. قال عنه الأنبا بيمين إنّه فاق كل الحدود وتجاوز كل سير الآباء القدّيسين.

جعل القدّيس سيصوي معلّمه القدّيس أنطونيوس أمام عينيه في كل حين حتى حسب أن معلّمه كان يراه ويسمع توجيهاته لتلاميذه وكان يدرّب نفسه على الاقتداء به: يقسو على نفسه ويلزم الصمت ويشتاق إلى الصلاة. ذاع صيته وتتلمذ عليه الكثيرون مما اضطرّه إلى هجران الصمت والوحدة تحقيقاً لهدف أسمى هو المحبّة.

ورد أنّه بعد نياحة القدّيس أنطونيوس جاء إلى القدّيس سيصوي أخوه زائراً في مغارة القدّيس أنطونيوس فسمعه يقول:"كان يسكن في هذه المغارة أسد والآن يسكن ثعلب!"

سأله، مرّة، أحد الرهبان: "ألم تصل، يا أبانا، إلى درجة الأنبا أنطونيوس؟ "فأجاب: "لو كانت لي واحدة فقط من فضائل هذا الراهب لتحوّلت إلى شعلة حبّ إلهي". انسحاق القلب، لدى القدّيس سيصوي، كان فضيلته الثابتة. وكان معيناًً لتلاميذه في ضعفهم وخطاياهم،يقودهم بالمحبّة والصبر إلى ميناء التوبة.

قال له أحد الرهبان مرّة: "يا أبي، إني أضع نفسي دائماً في حضرة الله". فأجابه القدّيس سيصوي: "خير لك يا بني أن تضع نفسك تحت كل المخلوقات حتى تكون مطمئناً في تواضعك".

دُعي بتائب البرّية بسبب ما حصل له وقت نياحته بحضور الأنبا آمون تلميذ الأنبا بموا. قيل سمعوه يكلم أشخاصاً غير منظورين، فسأله الحاضرون. "ماذا ترى يا أبانا؟ "فأجاب: "أرى جماعة قادمة لتأخدني وأنا أتوسّل إليهم أن يمهلوني قليلاًً حتى أتوب". فعلّق أحد الشيوخ: "ولكن هل لديك قوّة بعد لكي تتوب؟"، فأجاب: "وإن لم تكن لدي القوّة على ذلك فإني أتنهّد وأبكي على نفسي!" ولمّا قال هذا أشرق وجهه كالشمس ففزع الذين حوله وسمعوه يقول: "الربّ يقول ائتوني بتائب البرّيه". ولمّا قال هذا أسلم الروح فامتلأت القلاّية رائحة طيب.

اعتاد أن يعود إلى قلاّيته فور انتهاء العبادة وديدنه القول: "جيّد للراهب أن يبقى في قلاّيته".

كان يخشى في حضورالآخرين أن يرفع يديه وهو يصلّي إلاّ خطفاً لئلا يُخطّف عقلُه إلى السماء في وجود أحد. مرّة فيما كان جالساً في قلاّيته قرع تلميذه الباب فأجابه الشيخ: "انصرف يا أبرام ولا تعد حتى أستدعيك لأني مشغول الآن ولست وحدي!"

كثيراً ما كان يحدث له أن ينسى أنه لم يأكل، وكان تلميذه يذكره بذلك بإلحاح. سأله أحدهم: "ترى هل كان الشيطان يزعج الرهبان قديماً أكثر مما يزعجهم اليوم؟" فأجاب: "بل اليوم أكثر لأن زمانه قد دنا لذلك هو قلق".

هذا وقاوم القدّيس سيصوي الآريوسيّين المقبلين إليه.

من أخباره أن أحد الأراخنة كان قادماً إليه مع ابنه. ففي الطريق إلى المغارة سقط الغلام صريعاً فحمله الأرخن إلى حيث كان القدّيس وكان مستغرقاً في معايناته فسجد للرّب أمامه ووضع ابنه الميت بجواره كأنه ساجد وتركه. بقي الابن على هذه الحال والقدّيس ينتظر قيامه. فلمّا تأخّر جداً ربت على رأسه قائلاً: ليباركك الربّ يا بني. انهض سالماً فنهض الصبي معافى ومجد الأبُ الربّ وروى عالياً ما حدث، فاضطرب القدّيس وألح عليه ألاّ يخبر أحداً بذلك على يوم انتقاله.

جاءه ثلاثة متوحّدين مرّة فسأله الأول: "ماذا أفعل يا أبي لأنجو من نار جهنم؟" وسأله الثاني: "كيف أهرب من صرير الأسنان والدود الذي لا يموت؟" وسأله الثالث: "ماذا سيكون حالي فإني كلما أفكر في الظلمة الخارجية أكاد أموت رعباً؟" فأجابهم: "أعترف لكم بأن هذه الأمور لا أفكر فيها أبداً. وأنا إذ أعلم أن الله رحيم أثق بأنه سيرحمني". فلما حزنوا لجوابه وأراد أن يبعث فيهم روح الرجاء قال لهم: "أغبطكم وأطوبكم يا إخوتي واشعر بالغيرة من فضيلتكم لأنه ما دامت مثل هده الذكريات بشأن عذاب جهنم تساوركم فمن المستحيل أن تستعبدكم الخطيئة. أمّا أنا فجامد القلب ولا أفكّر بأن ثمنّّة عقاباً ينتظر الخاطئ اللآثم. لهذا لا أكفّ عن ارتكاب الخطاياّ.

جاؤوا به مرّة من البرّّية إلى شيهيت لضرورة الشيخوخة فلاحظه الأنبا آمون متأئّراً "جدا" فسأله: لماذا أنت حزين هكذا يا أبانا ؟ ماذا كان بإمكانك أن تفعل في البريّة وحدك وأنت مسنّ؟" فتطّلع إليه معاتبا": "ما هذا الذي تقوله يا آمون؟ أليس مجرّد الإحساس بالحّرية في الصحراء أفضل من كل شئ؟".

وقد ورد إنه كان يؤاكل ضيوفه متى أتوه في وقت غير موافق ثمّ يحرم نفسه من الطعام أيّاماً للتعويض عمّا فعله.

لمّا دنت ساعة فراقه سُمع يصرخ: "القدّيس أنطونيوس والأنبياء والملائكة أتو لأخذ روحي". ثمّ أضاء وجهه وسكت لحظة ثمّ صرخ من جديد: والآن الربّ يأتي إليّ". هكذا أسلم روحه حوالي السنة 429 م بعدما كان قد اعتزل في جبل الأنبا أنطونيوس اثنتين وستين سنة.

من أقواله جوابا" على سؤال وُُُجّه إليه: "هل الهروب نافع للراهب ؟"

فقال جاعلاً إصبعه على فمه: "إن حفظت نفسك من هذا يا ابني، فهذا هو الهروب".

سألوه: "كم من الزمن يحتاج الإنسان لقطع الأهواء" فأجاب: "حالما تتحرّك فيك الشهوة اقطعها".

وسأله أخ: "كنت جالسا" في البرّية وقدم بربري وأراد قتلي وقويت عليه فهل أقتله؟" أجاب: "كلا، بل سلّم أمرك لله لأنّ كل محنة تأتي على الإنسان ليس له إلاّ أن يقول: إنّها من أجل خطاياي!".

هذا ويصوّرون في التراث القدّيس سيصوي وهو ينظر مرقد الإسكندر الكبير متأمّلاً بدهش بطلان المجد العالمي وذارفاً الدمع سخياً علي مصير كل إنسان.

تعاليق: 0

القديس البار أثناسيوس الآثوسي(+1001م )

الجمعة يوليو 18, 2008 1:45 am من طرف Admin

القديس البار أثناسيوس الآثوسي(+1001م )




5تموز شرقي (18تموز غربي)



وُلد القدّيس أثناسيوس الآثوسي حوالي العام 930 في تريبيزوند البنطس من والدين نبيلين وأعطى ، في المعمودية، اسم أبراميوس. تيتّم بعد قليل من مولده واحتضنته إحدى قريبات أمّه. لم يكن، كولد، يتعاطى الألعاب الصاخبة بل اعتاد أن يسوق رفاقه إلى الغابة أو إلى إحدى المغاور ليلعب دور رئيس دير.

لفت بتقدّمه السريع في الدرس والتحليل انتباه أقربائه. وما إن بلغ سنّ المراهقة حتى لاحظه موظف ملكي كبير وفد على المدينة في مهمّة فمال إليه وأخذه معه إلى القسطنطينية. هناك تابع دروسه على معلّم مشهور اسمه أثناسيوس وصار أستاذاً مساعداً رغم حداثته.

انكبابه على الآداب لم يحمله على إهمال الحياة النسكية التي طالما أحبّها مند ولودته . وقد استبان راهباً حتى قبل أن تأتي الساعة وكذا مصارعا حتى قبل أن يدخل الحلبة، كان يجتنب المائدة السخيّة في بيت راعيه ويستبدل الطعام الذي يأتيه به خادمان برغيف شعير يأكله مرّة كل يومين .لا يتمدد لينام ويجاهد ضد النعاس يرشّ وجهه بالماء البارد .أمّا ملابسه فيوزعها على الفقراء. ولما لم يعد له شيء يعطيه اعتاد أن ينتحي جانبا" ليتخلص من بعض ملابسه الداخلية.

كان التلاميذ يأتون إليه من كل ناحية وكان آخرون ينجذبون بلطافته وسيرته المقدّسة وطابعه الإلهي. نقله الإمبراطور قسطنطين السابع إلى مؤسسّة أخرى. ولكن إذ تعلق به التلاميذ بالأكثر، وحتى لا يدخل ومعلّمه في خصام وبتسبّب له في عثرة قرر أن يعتزل الأستاذية وكل هم. كانت الكرامات لديه عاراً. لذا،إثر عودته إلى القسطنطينية بعد إقامة دامت ثلاث سنوات في ناحية البحر الإيجي، برفقة راعيه، وصله هدا الأخير بأحد أنسبائه القديس ميخائيل ماليينوس (12تموز) كان رئيس لافرا جبل كيميناس. وجد فيه أبراميوس ضالته المنشودة فاتخذه أباً روحياً له وتبعه إلى جبل كيميناس حيث ترهّب واتخذ اسم أثناسيوس.

لاحظ الشيخ أن تلميذه الحدث الغيور كان متقدماً في الممارسات النسكية ، فشاء أن يجعل منه جندياً ليسوع المسيح متمرّساً في الصبر فلم يأّذن له بأن يأكل مرّة الأسبوع بل مرّة كل ثلاثة أيام. كذلك أمره بأن ينام على حصيرة لا على مقعد كما كان معتاداً.إلى دلك أسند إليه عمل طاعة النسخ ومعاونة القندلفت في الكنيسة. كل هذا وغيره خضع له عن طيب خاطر. غرض أبيه الروحي في تنشئته كان أن يعلمه قطع المشيئة. لذا دعاه الآخرون "ابن الطاعة" . وقد أبدى غيرة في السيرة الرهبانية حتى بلغ،في أقل من أربع سنوات، نقاوة الدهن. وإذ من عليه الرب الإله بعربون صلاة الذهن أهّل لدخول ساحة الحياة الهدوئية. وقد وعده ميخائيل بالاعتزال في قلاّية صغيرة على بعد ميل من الدير تقريباً وأن يعيش على الخبز الجاف والماء،كل يومين،وأن يمضي ليله كله في الصلاة.

بعد ذلك بفترة قصيرة شرع ميخائيل يطلع قوماً أن أثناسيوس إن هو إلا وريثه في النعمة وقيادة النفوس. وإذ ظن بعض الرهبان أنه يرغب في جعله رئيس دير

أخذوا يزعجونه بمدائحهم. أما هو فإذ أحب السكون ونبذ كل كرامة فقد اختار،مرة أخرى، التواري.لم يحمل معه غير ملابسه وكتابين وقبعة الرأس خاصة أبيه الروحي. توجه مباشرة

إلى آثوس حيث لم يكن غير بعض نساك يقيمون في أكواخ من أغصان الشجر، غرباء عن كل هم، لا يملكون شيئاً ويعملون في الأرض. أعجبته طريقة حياتهم

وانضوى تحت لواء شيخ بسيط بعدما أخفى من يكون مدعياً أن اسمه برنابا وأنه لا يعرف القراءة والكتابة.

في ذلك الحين بحث عنه نيقيفوروس فوقاس وكان معجباً به، راغباً في الانضواء تحت لوائه فلم يجده. كتب إلى قاضي تسالونيكي وطلب منه أن يستطيع خبره في جبل آثوس. بدوره اتصل القاصي بالمتقدم استفانوس بين الرهبان في الجبل فأجابه إنه لا يعرف شيئاً عن وجود راهب له الصفات التي نقلها إليه القاضي. وما إن حل عيد الميلاد واجتمع كل الآثوسيين في سهرانة في الكنيسة المتواضعة للـــ protaton في كرياس حتى لفت الرئيس المظهر النبيل للشاب برنابا فأحس بأنه هو إياه من يبحثون عنه. أمره بأن يقرأ عظة القدّيس غريغوريوس اللاهوتي فشرع أثناسيوس يقرأها بلعثمة مصطنعة كأنه ولد. فقال له الرئيس أن يقرأ كما يعرف حقاً ولا يتظاهر بأنه جاهل . فإذ لم يعد بإمكان أثناسيوس أن يخفي نفسه أخد يقرأ بطريقة بديعة أثارت إعجاب كل الرهبان فتقدموا منه وضربوا له مطانية. وقد تنبأ أبرزهم ،وهو بولص كسيروبوتامو(28 تموز)، بأن هذا الذي قدم بعدهم إلى الجبل سوف يتقدمهم في ملكوت الله وأن كل الرهبان سوف ينضوون تحت لوائه. فأخذ الرئيس أثناسيوس على حدة واستعمله الحقيقة، ثم وعده بألا يفضح أمره. ثم عين له قلاّية منعزلة على بعد ثلاثة فراسخ من كارياس حيث بإمكانه أن يناجي الله وحده ولا ما يلهيه. وقد رضي القديس، في المقابل، أن يوفر حاجات الرئيس لجهة نسخ الكتب الكنسيّة، فأبدى من المهارة في عمله قدراً جعله ينسخ، بكتابة أنيقة مرتبّة، كتاب مزامير كل أسبوع.

لم يكن ممكناً للشعلة أن تبقى مخفية على جبل. فلما قدم لاون فوقا، شقيق نيقيفوروس ، في حجّ إلى آثوس شكراً لله،بعد معركة ظافرة خاضها ضدّ البرابرة، نجح في كشف أثناسيوس. وإن الرهبان الآثوسّيين، إذ رأوا المغبوط على هدا القدر من الرفعة لدى علية القوم، سألوه أن يتوسّط لدى لاون ليصار إلى إعادة بناء كنيسة الــprotaton وتوسيعها. وقد حظي بما رغب به إلى لاون للحال. فلما استأذن صديقه القوى عاد إلى خلوته. لكن إقبال الرهبان عليه طلباً للمشورة جعله يهرب من جديد ابتغاء السكون. وقد اختار الرأس الجنوبي للجبل، هده المّرة، مكاناً قاحلاً تضربه الأهوية بتواتر اسمه ميلانا. هناك جربه إبليس بقسوة وسلّط كل أحابيله عليه ليبطل نسكه، خصوصاً "حرب الضجر". وقد تسبب العدو في إحداث جفاف روحي لدى القديس بلغ حد الإحباط الكامل حتى تمنى أن يغادر المكان.لكنه قرر الصبر والجهاد إلى آخر السنة. فلما وافاه اليوم الأخير، وكان يستعد لمغادرة ميلانا، بعدما أخفق في الخروج من التجربة، فجأة اخترقه نور سماوي ملأه فرحاً لا يوصف حتى أخذت الدموع يذرفها، من دلك اليوم، دون جهد، إلى آخر أيام حياته. وهكذا بقدر ما كان هذا الموضع في عينيه شنيعاً صار لديه عزيزاً.

أما نيقيفوروس فوقاس فأضحى القائد الأعلى للجيش البيزنطي. وإذ كان أمامه أن يعيق كريت من العرب الدين كانوا يقضون مضاجع السكان هناك بأعمال القرصنة أوفد إلى كل المراكز الرهبانية،في زمانه، لا سيما إلى آثوس، بعدما علم من أخيه بوجود أثناسيوس، أبيه الروحي هناك، وطلب أن يرسل إليه رهبان قادرون على مؤازرته بصلاتهم. لم يشأ أثناسيوس، أول الأمر، أن يستجيب لأنه لم يشأ أن يخرج من سكونه، لكن إصرار الرهبان عليه جعله ينضم إلى نيقيفوروس فوقاس في كريت بعد قليل من انتصار هدا الأخير علي العرب. فرحة القائد العسكري كانت كبيرة بلقاء أبيه إلى مرة أخرى، ومرة أخرى عبر له عن رغبته في الانضمام إليه في الوقت المناسب. تحضيراً لذلك توسل إليه أن يباشر بإنشاء دير بقرب المنسك خاصته. لم يشأ رجل الله أن يفعل دلك أول الأمر لكنه رضخ أخيراً. وهكذا، بسرعة، بُنيت قلاية على اسم السابق قوامها قلال نسكية لأثناسيوس ونيقيفوروس. ثم ما لبثت عمارة كنيسة لوالدة الإله ولافرا تٌشاد في الموضع المسمى "ميلانا" حيث افتقد الرب الإله أثناسيوس بنوره الإلهي يوم كان مشتملاً بروح الضجر. يشار إلى أن أثناسيوس أعتق، بنعمة الله والصلاة، العمال من الشلل الذي ضربهم إبليس به، فكانت النتيجة أن قرروا جميعاً أن يصيروا رهباناً. وقد اقتبلهم أثناسيوس بعدما أخد هو الإسكيم الكبير من ناسك في الجوار اسمه أشعياء.

في تلك السنة (962-963) ضربت مجاعة رهيبة كل الإمبراطورية فانقطع تزويد اللافرا بما تحتاج إليه. بإزاء دلك قرر أثناسيوس أن يطلب نصيحة الشيوخ في كارياس. في الطريق التقى والدة الإله التي أتبعت أمام عينيه نبع ماء فياض وأوصته ألا يقلف لأنها، هي نفسها، ستأخذ على عاتقها مهمة تدبير الدير. فلما عاد خاصته أبانت له الكلية القداسة كل المخازن ممتلئة. هكدا بنعمة الله وصلاة القديس تقدمت الأشغال بسرعة رغم انحدار الموضع وكله صخور وعليق كثيف. وإلى الكنيسة ذات الجناحين في شكل صليب أضيفت قاعة طعام ومضافي ومشفى فيه حمام، وسد مياه وطاحونة وكل ما كان ضرورياً لحياة دير كبير.

زاد عدد الرهبان هناك بسرعة فاهتم القديس بتنظيم الشركة ضابطاً، إلى أبعد التفاصيل، الخدم الليتورجية ورسوم الحياة اليومية على مثال دير ستوديون في القسطنطينية متمماً كل أمر بلياقة وترتيب ليتسنى للرهبان السالكين في الفقر وقطع المشيئة أن يثابروا، بقلب واحد، وبلا هم على التمجيد الدائم لله. بالنسبة للقديس أثناسيوس تمثلت الحياة في الدير بـــ "النظرة المشتركة إلى غاية الحياة التي هي الخلاص وأن يكون الرهبان، في حياة الشركة، قلباً واحداً قوامه أعضاء كثيرةً (تيبيكون القديس أثناسيوس).

في تلك الأثناء تبوأ نيقيفوروس فوقاس العرش سنة 963 م . فلما بلغ أثناسيوس الخبر اعتبر الأمر خيانة في حقه فترك الدير إلى قبرص متخفياً بعدما بعث برسل إلى الإمبراطور يخبره فيها بأنه يستقيل من مهامه ويكلف ثيودوتوس، أحد تلامذته، بمهامه في اللافرا. بحث عنه الأمبراطور في كل مكان ،فاضطر إلى الهرب من قبرص من جديد باتجاه سواحل آسيا الصغرى، بقرب أتاليا. دير الافرا، في دلك الحين، ضربته البلبلة. ولم يعد أثناسيوس عن قراره إلا بعدما أبان له الرب الإله في رؤيا خالة المكان الشقية ودعاه إلى العودة. وبالفعل عاد فاستُقبل كالسيد في دخوله إلى أورشليم. هكذا استردت اللافرا الحياة من جديد . بعد دلك توجه أثناسيوس إلى القسطنطينية. فلما قابله نيقيفوروس فوقاس بثياب بسيطة اعتدر لديه واستمهله ليحقق وعده. لكن كان أثناسيوس قد عرف بروح الرب أن نيقيفوروس سيموت على العرش،لدا نصحه بالعدل والرحمة، ثم غادره مزوداً بمرسوم ملكي يعطي اللافرا صفة دير إمبراطوري ويوفر له عطايا سنوية جزيلة. كما أعطاه دير القديس أندراوس باريستارا، في نواحي تسالونيكي، بمثابة تابع له (متوخيون).

عاد قديسنا إلى آثوس واستعاد إدارة أشغال الدير. ففيما كانت أشغال المرفأ قائمة جُرح في رجله واضطر إلى ملازمة الفراش ثلاث سنوات. فكانت له هده الحال فرصة لانصراف إلى ربه أعمق وكدا للعناية روحياً بالإخوة.

إثر موت نيقيفوروس فوقاس غيلة بيد يوحنا تُسيميسكيس الذي تبوأ، إذ ذاك، العرش بين العامين 969 و 976 م ، وفيما كان العاهل الجديد غير مرتاح البتة للقديس أثناسيوس بسبب علاقته الحمية بسلفه، اتهم بعض نساك آثوس، من المتمسكين بطريقتهم الخاصة، أثناسيوس بتحويل الجبل المقدس إلى مكان عالمي. استدعى الإمبراطور أثناسيوس إلى القسطنطينية لينظر في الأمر. لكن أثناسيوس ترك في نفس الإمبراطور أثراً كبيراً لدرجة جعلته يغير موقفه منه بالكامل ويزوده بمرسوم ملكي جديد يخصص للدير عطاء يضاعف ما كان عليه في …

[ قراءة كاملة ]

تعاليق: 0

تذكار أبينا الجليل في القديسين اندراوس الأورشليمي رئيس أساقف

الخميس يوليو 17, 2008 1:20 am من طرف Admin

تذكار أبينا الجليل في القديسين اندراوس الأورشليمي رئيس أساقفة كريت (740م)


4تموز شرقي (17تموز غربي)

ولد القديس اندراوس في دمشق حوالي العام 660 م. ومع أنه من أكثر المنشدين طواعية فإنه كان في سنيه السبعة الأولى من حياته محروماً من النطق. ولمّا ينعتق من هذه العلة إلا بمساهمة القرابين المقدسة. مذ ذاك برزت لديه مواهب غير عادية لا سيما في البلاغة ودراسة الكتاب المقدس. نذره ذووه لخدمة كنيسة القيامة في أورشليم. وقد جعله قائمقام البطريرك، ثيودوروس، ابنه الروحي. كان قد لاحظ فيه مواهب جمّة فرغب في إعداده لخلافته وعيّنه، رغم صغر سنه، أميناً للوثائق البطريركية ومسؤولاً عن الشؤون الكنسية. بهذه الصفة، أوفد، بعد قليل من انعقاد المجمع المسكوني السادس (حوالي العام 685 م)، إلى القسطنطينية بمعيّة شيخين قديسين ليقدّم للإمبراطور والبطريرك اعتراف إيمان كنيسته دعما لإدانة هرطقة المشيئة الواحدة. وفيما عاد الشيخان القديسان إلى فلسطين، بقي القديس اندراوس في العاصمة المتملكة حيث توفرت له ظروف مؤاتية للصلاة والدراسة والأعمال الرسولية التي أعده الله لها.

بقي قديسنا منكفئاً لبعض الوقت لكنه لم يخف طويلاً إذ استبانت موهبة الكلمة وخلاص النفوس عنده لعيون البطريرك والإمبراطور فسيم شماساً للكنيسة الكبرى. كذلك أسندت إليه مهمّة العناية بميتم القديس بولس وملجأ الفقراء في حي أفجانيوس. وعلى مدى عشرين سنة ثابر بغيرة كبيرة على إدارة مؤسستي الإحسان هاتين بحيث نمتا وتحولتا إلى ميناءين للخلاص بفضل حثه على التوبة والفضيلة. نجح في عمله لدرجة أنه في العام 711م صُيّر رئيس أساقفة على كريت. لكن، قبل أن يغادر إلى موقعه الجديد انقلبت الأمور في القسطنطينية، فاغتصب فيليبيكوس العرش وأطيح بالبطريرك كيروس وعُيّن يوحنا السادس محله. مهمة هذا الأخير كانت إلغاء قرارات المجمع السادس وإنعاش هرطقة المشيئة الواحدة. ويبدو أن قديس الله رضخ، في ذلك الحين، لضغط السلطة الجديدة علبه. ولكن ما إن استبعد فيليبيكوس بعد سنتين حتى عاد اندراوس إلى نفسه تائباً معترفاً بمشيئتين في المسيح. وثمة مَن يقول إنه وضع قانون التوبة الكبير المعروف باسمه تعبيراً عن توبته لضلاله العابر يومذاك.

إلى القديس اندراوس يعود إنشاء عدد كبير من الميامر إكراماً. لأعياد السيد ووالدة الإله والقديسين. هذا شكل ميراثاً ثميناً في الأدب الآبائي. كذلك تزييناً لاحتفالات كنيسته وضع، بجدارة منقطعة النظير، عدداً كبيراً من الأناشيد لا زالت محفوظة في كتبنا الليتورجية إلى اليوم. وكما أسلفنا، وضع قديس الله القانون الكبير الذي يُرتّل في كل عام خلال موسم الصوم الكبير، والذي له وقع مميز في نفوس المؤمنين كمحرّك إلى التوبة. في هذا القانون يثير القديس اندراوس إلى كل صور العهدين القديم والجديد التي يمكن أن تمثل نماذج لسبيل الهداية والتوبة. بالنسبة للمؤمن التائب الذي عاين، في مطلع الصوم الكبير، صورة نفسه في آدم القاعد عند أبوب الفردوس، تحمل هذه الأمثلة، المستمدة من الكتاب المقدس، على إدراك أنه إذ يختزل في حياته خطايا العالم كله لا يسعه التماس الخلاص إلا بالدموع والنسك والصلاة.

إلى ذلك رمم القديس اندراوس الكنائس والأديرة وأسّس كنيسة لسيدة بلاشيرن ذكراً للكنيسة التي تحمل الاسم نفسه في القسطنطينية. كذلك نظم ملجأً للمرضى والعجزة والمعوزين. دعمه له لم يكن بالمال وحسب بل بالحضور الشخصي، بالدرجة الأولى. هكذا وجد معتنياً بذوي العاهات بنفسه. بالعمل اليدوي الطيب وكلمة العزاء معاً.

ورد أنه ردّ بصلاته هجمة للعرب المسلمين ضد جزيرة كريت ونجّى الجزيرة من موجة جفاف بالدعاء والدموع وصدّ وباءً ضرب البلاد. كان الكل لكل واحد. غادر كريت إلى القسطنطينية وعزّز الدفاع عن الإيمان القويم في شأن الإيقونات وإكرامها. عرف بساعة مفارقته إلى ربّه سلفاً. في طريقه إلى كريت حط في جزيرة ميتيلين حيث قضى نحبه في 4تموز سنة 740م.

تعاليق: 0

القديس ياكنثوس الحاجب (القرن 2م)

الأربعاء يوليو 16, 2008 12:49 am من طرف Admin

القديس ياكنثوس الحاجب (القرن 2م)


3تموز شرقي (16تموز غربي)

أصل القديس ياكنثوس من بلاد الكبادوك. في عمر الثامنة عشرة م حاجباً في قصر الإمبراطور ترايان الروماني (96-116م). ذات يوم فيما كان الإمبراطور يقيم احتفالاً كبيراً إكراماً للأصنام انتحى ياكنثوس جانباً ليصلي. أحد أقرانه، المدعو أوربيكيوس، لاحظه فوشى به لدى العاهل بأنه مسيحي. أمر الإمبراطور بإيقافه أمامه للحال. ثم مد له طعاماً سبق أن قُدّم ضحية للأوثان. كان يريده أن يأكل منه أمامه. رسم الشاب علامة الصليب على نفسه وامتنع، ثم دعا الإمبراطور إلى نبذ عبادة الشياطين والاعتراف بالإله الحقيقي الأوحد. سخط الإمبراطور عليه وضربه على فمه وأسلمه للعسكر الذين حاولوا، بعد ضرب وركل، أن يطعموه بالقوة فقاومهم. لما رأى ترايان أن جهوده ذهبت سدى قام وغادر القاعة بعدما أمر بإلقاء القديس في السجن وأن تُجعل رجلاه في المقطرة.

في اليوم التالي، جيء بياكنثوس إلى المدرج فصرّح أمام الإمبراطور بأنه لا تعذيب يمكن أن يقنعه بمبادلة الحياة الأبدية بمباهج هذه الحياة الشقية. جلده الجلادون بوحشية حتى تغطت وجوههم بدمه. فلما أرهقوا علقوه على منصبة ليمزقوا جنبيه. أما هو فقوي على التعذيب بفيض محبته للرب يسوع وهتف: "يا ترايان، أنت، من حيث لا تدري، تصنع بي حسناً وتعلمني أن أكابد آلام المسيح ! كلما اشتدت تعذيباتك قوي إيماني!" على هذا كابد التعذيب على مدى سبع ساعات أعيد، على أثرها، إلى السجن. أمر الملك بألا يُقدم له أي طعام ما خلا اللحم المذبوح للأصنام الذي كانوا يضعونه أمامه كل يوم. أما القديس فتحول باشمئزاز عن هذه العلامة المحسوسة لعبادة الشياطين. بقي دون طعام وشراب بضعة أيام. فقط إيمانه وصلاته غذياه. في اليوم الثامن والثلاثين أتاه السجان بذات الطعام فعاين ضوءاً بهياً يلتمع في السجن، حيث كان، وملاكان بجانبه، من هنا ومن هنا. ذهب السجان وأفاد عن الأمر لدى الإمبراطور. ظن الملك أن في الأمر هلوسة. أوعز بإخضاع ياكنثوس لعذابات جديدة. في اليوم الأربعين جاء الجلادون ليجرروه إلى أمام قيصر فوجدوه ميتاً محاطاً بملائكة في مظهر بشر يحملون في أيديهم الشموع. إذ ذاك أمر الطاغية بإلقاء جسده إلى الضواري في الجبل .

أحد أنسباء القديس، وهو كاهن اسمه تيموثاوس، دله ملاك الرب على الموضع حيث كان الجسد فأخذه وواراه الثرى بلياقة. ولما دنت ساعة موته أوعز إلى أرملة تقية أن تسهر على الرفات الثمينة. ثم بعد سنين طويلة ظهر القديس لرجل ذي مكانة مشيخية، من تلك الأنحاء، أصابه العمى فشفاه وأبان له أين كان يربض جسده، ثم طلب إليه أن ينقله إلى موطنه في الكبادوك. أما الرجل فتناسى الأمر بعدما استرد البصر فعاد بصره فتضاءل. من جديد شفاه القديس فأطاع ونقل الجسد إلى قيصرية. فلما بلغ أول المدينة اتجهت الحيوانات من ذاتها بالعربة التي حملت الجسد إلى بيت القديس العائلي وهناك توقفت .

تعاليق: 0

تذكار وضع ثوب والدة الإله في كنيسة بلاشيرن (القرن9م)

الثلاثاء يوليو 15, 2008 12:59 am من طرف Admin

تذكار وضع ثوب والدة الإله في كنيسة بلاشيرن (القرن9م)



2تموز شرقي (15تموز غربي)

خلال الحكم الإمبراطور البيزنطي لاون الكبير (457-474م) غادر الأخوان غاليبوس وكنديدوس، مستشارا الإمبراطور، القسطنطينية إلى الأراضي المقدسة فلسطين للسجود والتبرك. وحدث في ضيعة قريبة من الناصرة، أن نزلا في بيت امرأة مسنة تقية. لاحظا، في المنزل، غرفة تشتعل فيها قناديل عدة وبخور ومرضى مجتمعين. سألا ماذا في الغرفة فلم تشأ المرأة، أول الأمر، أن تجيب. أصرَّا فأخبرتهما أن لديها ثوب والدة الإله وبه جرت عجائب وأشفية جمَّة. فإنَّ والدة الإله، قبل رقادها. أعطت امرأة تقيّة أحد أثوابها، وأوصتها بتركها لعذراء بعد رقادها. هكذا حفظ الثوب إرثاً عائلياً من جيل إلى جيل. جرى نقل الثوب في صندوق إلى القسطنطينية. اقتنع الإمبراطور لاون والبطريرك القديس جنّاديوس بأنه أصلي إذ وجداه بريئاً من الانحلال. بنيت في بلاشيرن، قريبا من الشاطئ كنيسة جديدة إكراماً لوالدة الإله. وفي 2حزيران 458 م نقل البطريرك الثوب المقدس إلى الكنيسة الجديدة بالمهابة اللائقة وجعله في صندوق جديد.

فيما بعد ضُمَّ إلى الثوب وشاح (مافوريون) والدة الإله وجزء من زنارها. وببركة هذا الإرث الثمين أنقذت والدة الإله القسطنطينية عدة مرات من الأخطار. سنة 626 نجت المدينة من الآفار، وسنة 677 من الفرس، وسنة 717 من العرب، وسنة 860 من الأسطول الروسي.

يذكر أن الأمير الروسي أسكولد بعدما أعاث فساداً في مناطق البحر الأسود الساحلية في حزيران سنة 860م، دخل أسطوله المكون من مائتي سفينة القرن الذهبي وهدد القسطنطينية. كان الأسطول يتحرك على مرمى العين من المدينة ويُنزل، إلى الشاطئ قوات عسكرية تتحرك بإزاء المدينة وتلوح بالسيوف. الإمبراطور البيزنطي ميخائيل الثالث، يومها، قطع حملته ضدّ العرب وعاد إلى العاصمة. صلى طوال الليل ساجدا في كنيسة بلاشيرن. البطريرك فوتيوس دعا يومها المؤمنين إلى التوبة والابتهال إلى والدة الإله بصلاة حارة.



ازداد الخطر ساعة بعد ساعة. أخرج ثوب والدة الإله ووشاحها وزنارها من كنيسة بلاشيرن وجال المؤمنون به حول الأسوار. كما غمسوا طرفه بمياه البوسفور ثم نقلوه إلى وسط القسطنطينية، إلى كنيسة آجيا صوفيا. وقد حمت والدة الإله المدينة وهدأت سخط المحاربين الروس. قيل، الأسطول الروسي تمزق بعاصفة وقيل لا بل توصل الطرفان إلى اتفاق مشرّف رفع الأمير الروسي أسكولد، على أثره، الحصار بعد أن حصل على فدية مالية كبيرة. هذا حدث في 25حزيران منة 860م. ثم في 2تموز أعيد ثوب والدة الإله باحتفال مهيب إلى موضعه الأول في كنيسة بلاشيرن. احتفاء بذلك أمر البطريرك فوتيوس بأن يصار إلى التعييد للحدث في 2تمون من كل عام.

على أن ما حدث لم مكن نهاية القصة للروس بل بداية لها. ففي تشرين الأول /تشرين الثاني من السنة عينها 860 وصلت بعثة روسية إلى القسطنطينية لتوقع معاهدة مع الإمبراطور البيزنطي "بمحبة وسلام". بعض شروط معاهدة السلام تضمن بنوداً بشأن تعميد الروس الكييفيين ودفع البيزنطيين، في مقابل ذلك، جزية سنوية، وإذنا بخدمة الروس في الجيش البيزنطي واتفاقا تجارياً وإيفاد بعثة دبلوماسية إلى بيزنطية.

بعد ذلك بفترة وجيزة اقتبل الروس المعمودية ابتداء من السنة 861م.

من جهة أخرى. يوافق عيد وضع زنار والدة الإله في بلاشيرن عيد تأسيس الأسقفية الأرثوذكسية في كييف. لا القسطنطينية وحدها نجت من الحصار الرهيب لا بل الأرهب في تاريخها، ولكن الروس أيضاً من حصار قوى الظلمة وربقة الوثنية إلى حياة أبدية.

تجدر الإشارة إلى أن أعجوبة ثوب والدة الإله في بلاشيرن انعكست أعمالاً مجيدة في حقلي الأناشيد والمواعظ الكنسية. فثمة عظتان بارزتان للقديس فوتيوس في المناسبة، أولاهما قبل أيام معدودة من الحصار والثانية بعد قليل من ارتحال القوات الروسية. كذلك يرتبط بحملة الأمير أسكولد الروسي على القسطنطينية تأليف المديح الشهير لوالدة الإله. هذا ينسب أحيانا إلى القديس البطريرك فوتيوس، وهو المديح الذي لا زلنا، إلى اليوم، نصدح به خلال الصوم الكبير، وأساساً في الأسبوع الخامس من الصوم.

عيد وضع ثوب والدة الإله عند الروس معروف منذ وقت مبكر. وقد ورد أن قطعة من هذا الثوب نُقلت في أواخر القرن الرابع عشر، بيد القديس ديونيوس أسقف سوزدال، إلى روسيا. بهذا لإرث الثمين انحفظت موسكو من تعدّيات التتار كما انحفظت القسطنطينية من قبل، من ذلك ما حصل للتتار وهم يستعدون لاقتحام موسكو. ففي 2 تموز سنة 1451 حدث اضطراب كبير في صفوف التتار فتخلوا عن كل ما نهبوه وفرّوا مذعورين. وقد أقام المتروبوليت يونان، تخليداً للذكرى، كنيسة وضع فيها ثوب والدة الإله في الكرملين وجعلها كنيسته الأولى.

تعاليق: 0

القديسان الصانعا العجائب العادما الفضة قوزما وداميانوس الروم

الإثنين يوليو 14, 2008 2:08 pm من طرف Admin

القديسان الصانعا العجائب العادما الفضة قوزما وداميانوس الرومانيان (القرن 3م)




1تموز شرقي (14تموز غربي)



عاش هذان القديسان في رومية وقضيا في المسيح حوالي العام 284م، زمن الإمبراطور كارينوس الذي اعتلى العرش بين العامين 283 و 284 م. الدارسون يميِّزونهما عن القديسين قوزما وداميانوس السوريين القورشتين المعيد لهما في ا تشرين الأول.

كان قوزما وداميانوس الرومانيان أخوين في الجسد وكذلك في الإيمان بيسوع وتصميمهما المشترك على أن يشهدا لمراحم الله ويكرزا بالإنجيل. لمعا في الفضيلة وعمل الرحمة. وزّعا كل ما لديهما بدءاً وتعلما الطب على وثني بارز. قصدهما كان الاقتداء بالمخلص المحب البشر خدمة للمتألمين.

اعتادا أن يستعملا الأدوية والعناية الطبية بمثابة واجهة لمداواة أسقام الناس والبهائم بذكر اسم الربّ يسوع، طبيب النفوس والأجساد، الذي أخذ أوهاننا وحمل أمراضنا. وإذ كانا يمتنعان عن تقاضي أي أجر على أتعابهما، كانا يقدمان ثمناً لشفاء الأجساد: الإيمان بالربّ يسوع، مخلص العالمين.

ذاعت شهرتهما في كل مكان فقصدهما الناس المتعبون من أقصى الأرض. كانا يقيمان في قرية قريبة من رومية. كل الذين نالوا البرء بصلاتهما وعنايتهما كانوا يعودون إلى ديارهم مستنيرين بالإيمان بيسوع ويذيعون بمراحم الله . أثار صيتهما الطيِّب حسد الوثنيين وحقدهم، في تلك النواحي. هؤلاء اشتكوا لدى الإمبراطور أن نجاح القديسَين يعرض للخطر عبادة الآلهة، حماة السلطة الإمبراطورية. كذلك اتهموهما باللجوء إلى السحر لخداع الناس ونشر الديانة المسيحية.

اضطرب الملك لأخبار القديسين ومزاعم المشتكين عليهما فأرسل جنوده

للقبض عليهما في الموضع الذي شاع أنهما يشفيان فيه. غير أن سكان ذلك الموضع دروا بالأمر فأخذوا القديسين وخبأوهما في مغارة مخفية في الجبل حيث أقاما أياماً في الصلاة والتسبيح. خلال ذلك خاب أمل العسكر لأنهم لم يتمكنوا منهما. ولئلا يعودوا إلى القصر خائبين فيثيروا غضب الملك، ألقوا أيديهم على رجاك ونساء من المحلة ثم أوثقوهم واقتادوهم إلى رومية. فلما علم القديسان العادما الفضة بما جرى ساءهما أن يعاني آخرون القيود عوضهما وأن يُحرما هما من فرصة الشهادة التي طالما اشتهياها. فخرجا من مخبأهما وأسرعا الخطى ليلحقا بالقافلة. فبعدما سارا النهار والليل بلغا العسكر فقدما نفسيهما: "نحن قوزما وداميانوس اللذان تبحثون عنهما! فدعوا هؤلاء يذهبون وخذونا حيثما شئتم!"

في اليوم التالي بلغ الجند القصر فسلموا ما لديهم وأخبروا بما حدث لهم. جلس الملك على عرشه بحضور جمع واستدعى القديسين وقال لهما: "أأنتما من ينبذ الآلهة وعبادتها ونسبتما أشفيه أحدثتماها بالسحر إلى ميت فاعل سوء قضى في ميتة عنيفة اسمه يسوع؟" فأجاب القديسان بهدوء وثقة: "لسنا مخادعَين ولا ساحرَين، يا أيّها الإمبراطور... ولكن إذ عرفنا أن من نسميه يسوع الميت هو الإله الحق الأوحد الآتي طوعاً ليبثنا الحياة الأبدية بقيامته في اليوم الثالث، نبذنا العبادة الباطلة للأصنام وما لا حياة فيه لنكرس نفسينا للإله الحي. هذا باسمه كل علة تبرأ والأبالسة العاجزة تفر. مجاناً نتعاطى الأشفية انسجاماً مع أقوال معلمنا الإلهي أن ما حصلناه مجاناً نعطيه مجاناً. هذا هو علمنا و هذا هو ترياق المسيحيين الذي يشفي ويخلص".

غضب الملك وأمرهما، تحت طائلة العقاب الشديد، بأن يخضعا لدين الأجداد الذي يعلم الآلهة، بموجبه، العلوم والفنون للناس، لا سيما أسكربيوس المتقدم في كل شفاء. فرد القديسان: "نحن مستعدان لأن نتألم من أجل المسيح، الإله الحقيقي" لأننا في مقابل العنف الذي تبتدعونه نحظى، نحن، من الله بأطايب لا حد لها". وقد اجترأا على الإمبراطور فأبديا أنه إذا لم يشأ أن يتفقه بالعقل فلسوف يتفقه بالقوة. للحال أصابته رعدة شديدة سرت في كل بدنه وشعر بأضلاعه تتكسر وانفتل رأسه حتى تسمر وجهه إلى الخلف ولم تعد رقبته تقوى على الحراك لا يميناً ولا يساراً. الحاضرون اعتراهم الدهش فهتفوا بعفوية: "عظيم هو الله ، المسيح!" وقد ورد أن الإمبراطور اتضع وألقى بردائه القرمزي إلى القديسين سائلاً إيّاهما بتوسل، أن يتوسطا لدى الله من أجله. ولما أجاباه أنه بالإيمان والاعتراف يسترد عافيته هتف صارخاً: "أؤمن بك، أيها المسيح، وأعترف بأنك أنت هو الإله الحقيقي!" وما إن وضع القديسان الأيدي عليه مصليين حتى استقام عنقه وثبت البرء في الإيمان بالمسيح كل الحاضرين. كذلك ورد أن الإمبراطور اعتمد ودعا إلى الإيمان بالمسيح. أمَّا القديّسان فأُطلقا وعادا مكرَّمين إلى بيتهما.

استشهاد القديسين كان بيد أحد الوثنيين، وهو الطبيب الذي علمهما المهنة، هذا أضمر لهما الشر لكنه تودد لهما. فلما كان موسم جمع النباتات الطبية في الجبل خرج وإياهما منفردين ثم عمد إلى قتلهما وإخفاء جسديهما في التراب. بحث السكان عنهما في كل مكان إلى أن اهتدوا إليهما بوساطة شخصين كان فيهما روح خبيث فخرج وهما بقرب موضع جسديهما. جُعلا في مدفن واحد. لم يكفا، مذ ذاك، عن اجتراح العجائب سواء بفعل عظامهما أو في رؤى أو لمجرد ذكر اسميهما وطلب شفاعتهما لدى الله.

تعاليق: 0

عيد جامع للقديسين الرسل المجيدين الاثني عشر

الأحد يوليو 13, 2008 1:11 pm من طرف Admin

عيد جامع للقديسين الرسل المجيدين الاثني عشر

30/6شرقي (13/7 غربي)

يشار، بدءا، إلى أن تراث الكنيسة اعتاد، سواء من جهة القديسين أو الإيقونات، أن يجعل في عداد الاثني عشر كلاً من القديسين بولس ومرقص ولوقا الإنجيليين مزيحاً الرسل يهوذا ويعقوب بن حلفى ومتياس مع حفظ الكرامة الكاملة لهم كرسل. كذلك يذكر السنكسار اليوم الرسل الآخرين الذين هم من السبعين مع أن لهؤلاء عيداً خاصاً في 4 كانون الثاني. كما يضم إليهم يعقوب أخ الرب والقديسات حاملات الطيب وكل الرسل الآخرين المجهولي الأسماء الذين اجتمعوا في العلية، وكانوا في عداد المائة والعشرين الذين، يوم العنصرة، اقتبلوا ملء نعمة الروح القدس .

الرسل الاثنا عشر هم قواعد الكنيسة وأعمدتها وهم الملائكة المكلفون بحفظ لأبواب الاثني عشر المفضية إلى أورشليم العلوية (رؤ 21: 9).

اثني عشر كان عدد أبناء يعقوب الذين كانوا في أصل شعب إسرائيل، واثنا عشر هم التلاميذ الذين اختارهم الرب وجعلهم شهوداً لتعليمه وعجائبه وأرسلهم ليكرزوا بملكوت الله مسبغاً عليهم سلطان طرد الأبالسة وشفاء المرضى (مت10). هؤلاء، أيضاً أرسلهم أخيراً بعد قيامته، ليذهبوا إلى العالم أجمع ويكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها ويعمدوا كل الأمم باسم الآب والابن والروح القدس .

وكما أرسل الآب الابن إلى هذا العالم لخلاصنا، اختار الرب يسوع هؤلاء التلاميذ وأرسلهم ليكرزوا بملكوت السموات أنه قريب: "كما أرسلني الآب كذلك أرسلكم أنا" (يو 20: 21). وقد أرادهم، ليكونوا رسله، أن يتخلوا عن كل تعلق بالأرضيات. "لا تقتنوا ذهباً ولا فضة ولا نحاسا في مناطقكم ولا مزوداً للطريق ولا ثوبين ولا أحذية ولا عصا" (مت 10 : 9 - 10). كذلك أعلمهم بأنهم سوف يواجهون ضيقات جمة ويتعرضون لاضطهادات شهادة له: "ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب ... وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمي... وتساقون أمام ولاة وملوك من أجلي شهادة لهم ولأمم. فمتى أسلموكم فك تهتموا كيف أو بما تتكلمون لأنكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به لأن لسم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم" (مت 10: 17-20).

وكشهود لقيامة الرب، سواء بحياتهم أو بكرازتهم، قرب الرسل القديسون أنفسهم "منظراً للعالم، للملائكة والناس" ( 1 كو 4: 9) وكان لسان حالهم: "إلى هذه الساعة نجوع ونعطش ونعرى ونُلْكُم وليس لنا إقامة. صرنا كأقذار العالم ووسخ كل شيء إلى الآن" ( ا كور 4: 10 - 13). فعلوا ذلك لكيما بأضحيتهم تشاد الكنيسة بقوة الله لا بحكمة الناس .

بالإضافة إلى هامتي الرسل بطرس وبولس عندنا:

أندراوس المدعو أولاً أخ بطرس الذي أذاع بالإنجيل في بيثينيا الساحلية والبنطس وأرمينيا. وإذ عاد على طريق البنطس وبيزنطية، انحدر حتى إلى اليونان وقضى مصلوباً في باترا في أخائية (30تشرين الثاني).
يعقوب بن زبدى الذي شهد للقيامة في كل اليهودية. قضى بالسيف بأمر الملك هيرودوس أغريبا الذي غار منه لشهرته (30نيسان).
يوحنا اللاهوتي، أخ يعقوب، الذي استراح على صدر السيد. بعدما أذاع بالمسيح في مقاطعة آسيا، جرى نفيه، بأمر دومتيانوس، إلى باتموس. من هناك كتب إنجيله وسفر الرؤيا. رقد بسلام في الرب إثر عودته إلى أفسس وكان قد أصاب شيخوخة متقدمة (29أيلول).
فيليبس الذي من بيت صيدا. مواطن لبطرس وأندراوس. أذاع بالبشارة في مقاطعة آسيا وناحية هيارابوليس الفيرجية برفقة أخته مريامني والقديس برثولماوس. رقد في هيارابوليس. صلبه الوثنيون (14 كانون الأول).
توما المدعو التوأم. نشر الإنجيل بين البرثانيين والماديين والفرس وسكان الهند. قضى بيد الوثنيين طعناً بالحراب (6تشرين الأول).
برثولماوس الذي بشر في ليديا وميسيا مع الرسول فيليبس، ثم بعد موت هذا الأخير، تابع عمله في العربية السعيدة وبلاد فارس والهند. أكمل سعيه في أرمينيا مصلوباً في البانوبوليس (أو أوربانوبوليس). رفاته التي أقفل عليها في صندوق من رصاص وألقيت في البحر استعيدت، فيما بعد، في صقلية ( ا ا حزيران).
متى العشار الذي سُمى لاوي. كان أخ يعقوب بن حلفى. بعدما كتب إنجيله كرز فيما بين البرثانيين. قضى حرقا في هيارابولس على الفرات (16 تشرين الثاني).
يعقوب بن حلفى. أذاع بالمسيح في غزة وألفثاروبوليس ونواحيهما. قضى صلبا في مدينة أوستراسين في مصر (9تشرين الأول).
سمعان الغيور الذي من قانا الجليل. أعي أيضاً نثنائيل. أذاع بالبشارة في موريتانيا وإفريقيا الشمالية. قيل ذهب بعد ذلك إلى بريطانيا العظمة حيث قضى صلباً (10 أيار).
يهوذا نسيب الرب المدعو أيضاً تداوس ولاوي. نشر الإنجيل في بلاد ما بين النهرين وأنهى أيامه في ناحية جبل أرارات شنقاً وطعناً بالسهام (19حزيران).
متياس الذي ضُم إلى الرسل بعد الصعود بديلاً عن يهوذا الخائن. بشر في الحبشة حيث قضى تحت التعذيب بيد الوثنيين (9آب).
بالإضافة إلى هؤلاء عندنا مرقص، الابن الروحي للقديس بطرس، الذي أذاع بالإنجيل في الإسكندرية والمدن الخمس الليبية وقضى شهيداً مسحوقاً بصخرة (25 نيسان). وهناك لوقا الطبيب الموصوف أيضاً في التقليد، بـِ "الرسام". تبع بولس الرسول وكتب إنجيله بوحي منه. لما بلغ طيبة في بيوثيا رقد بسلام وكان في الثمانين .

هؤلاء هم الذين إلى أقاصي الأرض خرج صوتهم وإلى أطراف المسكونة كلامهم (مز 18 : 5) شهادة لقيامة الرب يسوع المسيح ومدّاً لجسده الكنيسة. هؤلاء كانوا مطلع السلالة الرسولية التي لا زالت، إلى اليوم، في القديسين، تنقل كلمة الحياة وتشهد بقيامة السيد.

تعاليق: 0

تصويت

هل تؤيد/ي إعادة البطريرك إيرينيوس إلى السدة البطريركية؟

منتدى الكنيسة الأرثوذكسية - فلسطين - الأرض المقدسة - البوابة Vote_rcap82%منتدى الكنيسة الأرثوذكسية - فلسطين - الأرض المقدسة - البوابة Vote_lcap 82% [ 51 ]
منتدى الكنيسة الأرثوذكسية - فلسطين - الأرض المقدسة - البوابة Vote_rcap18%منتدى الكنيسة الأرثوذكسية - فلسطين - الأرض المقدسة - البوابة Vote_lcap 18% [ 11 ]

مجموع عدد الأصوات : 62

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 143 بتاريخ السبت سبتمبر 21, 2024 10:25 am
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 34 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو اسحق وديع فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 320 مساهمة في هذا المنتدى في 298 موضوع