مــنــتــدى الــكــنــيــســة الأرثــوذكــســيــة - فــلــســطــيــن - الأرض الــمــقدســة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الظهور الالهي الغطاس

اذهب الى الأسفل

الظهور الالهي الغطاس Empty الظهور الالهي الغطاس

مُساهمة  Admin السبت يناير 19, 2008 1:17 am

الظهور الالهي الغطاس


6 /1ش (19/ 1غ)

عيد الظهور الإلهي، أو "الظهورات الإلهية" كما تَسمّى باليونانية في الممارسة القديمة، هو معروف بين الناس، عندنا، بـ"الغطاس" إشارة إلى غطس الرب يسوع وانغماسه في الماء. والغطس والانغماس له في اليونانية مقابل هو "فابتيزو" التي درجنا على استعمالها بمصطلح" المعمودية" مع أن الأصح استعمال مصطلح "التغطيس". ويقصد بالظهور الإلهي ظهور الرب يسوع للناس أول مرة، وظهور الله ثالوثاً.

كذلك سمي العيد، في القديم، "تا فوطا أي عيد الأنوار" (وما زال اليونانيون يستعملونه فيما بينهم) لأن الله نور وكنور ظهر، ولأنه معطى للناس أن يصيروا أنواراً من هذا النور المعتلن الذي لا يغرب.

أصل العيد مشرقي. كان الاحتفال به، أول الأمر، يشمل الميلاد والعماد معاً. وقد استبان في القسطنطينية مقتصراً على المعمودية منذ القرن الرابع الميلادي، وكذا في أورشليم. أما في الغرب فتأخر إلى ما بعد ذلك. يحتفل فيه هناك، إلى جانب معمودية الرب يسوع، بإكرام المجوس للسيد وبأعجوبة الخمر في عرس قانا الجليل. أما اختيار السادس من كانون الثاني موعداً للعيد فليست أسبابه واضحة. لكن ثمة من يقول أن بعض المشارقة كان يعتبر زمن البشارة بيسوع في السادس من نيسان. فأتى زمن الميلاد عندهم (وبالتالي المعمودية) في السادس من كانون الثاني (بعد تسعة أشهر). هذا قبل أن ينفصل العيدان أحدهما عن الآخر. ثم غلب السادس من كانون الثاني للظهور الإلهي وشاع وان كان لا نعرف الأسباب المباشرة لذلك ولا الظروف المحيطة به.

في الأناجيل:

ورد الحديث عن معمودية الرب يسوع في الأناجيل الأربعة معاً. نذكر منها متى الإنجيلي (الاصحاح3) فتكلم عن يوحنا المعمدان الذي جاء كارزاً في برية اليهودية داعياً إلى التوبة لأن ملكوت السموات قد اقتربت. هناك خرج إليه أقوام من أورشليم واليهودية والكورة المحيطة بالأردن وقبلوا المعمودية بيدية في نهر الأردن وكانوا يعترفون بخطاياهم. لكن قوماً من المقبلين إليه تظاهروا بالتوبة، وكانوا من الفريسيين والصدوقيين، فغضب عليهم وعنفهم ووصفهم بـ "أولاد الأفاعي" وأنبأهم بأنه لا مفر لهم من غضب الله عليهم الا أن يصنعوا أثماراً تليق بالتوبة، ثم لفتهم إلى أن ساعة الدينونة حلت، والناس وضعت على أصل الشجر، "فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً نقطع وتلقى في النار" كما بين لهم أن القصد من معموديته هو التوبة، وشهد لمن وصفه بـ "الآتي بعده" بأنه سيعمد "بالروح القدس ونار" وبه تكون دينونة الناس. فعرفه يوحنا وهابه قائلاً :"أنا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتي إلي!؟" فأجابه يسوع:"اسمح الآن لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر"، فأذعن. وكان لما اعتمد يسوع وصعد من الماء أن السموات انفتحت ورأى يوحنا روح الله نازلاً على يسوع مثل حمامة وكان صوت من السموات يقول: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت".

معمودية يسوع

لماذا جاء الرب يسوع إلى يوحنا لعتمد؟ لم يكن بحاجة إلى توبة لأنه لم يعرف خطيئة، ولا كان بحاجة إلى تطهير. أتى إليه من أجلنا. مجيئه كان تأكيداً لمعمودية يوحنا أنها من الله. وبيسوع كل البشرية، كل الذين استجابوا لدعوة الله إلى التوبة أو اشتاقوا إليها يأتون إلى يوحنا ليعلنوا توبتهم بمهابة وخشوع وينالوا من يده ختم الله أنهم صادقون. معمودية يوحنا هي معمودية التوبة وهي الكنيسة بمثابة سر الإعتراف.

معمودية الرب يسوع، إذن، شهادة ليوحنا وتأكيد لأهمية ما خرج من أجله، أي التوبة الصدوق التي دعا إليها التماساً لغفران الخطايا، لا بالنسبة للجيل الذي سبق مجيء السيد، وحسب، بل لكل جيل أيضاً؛ لنا نحن اليوم كما لمن سبقونا لأنه أي قدوم لنا إلى المسيح من دون توبة صادقة مثمرة. بمجيء السيد انتفى مبرّر وجود معمودية يوحنا كمعمودية مستقلة. لقد كانت إليه، تمهيداً لقدومه وإعداداً. وأما وقد حضر واتخذ ما له فقد كملت شهادة يوحنا وعمله: "فرحي قد كمل. ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص" (يوحنا 3: 29-30)

معمودية الرب يسوع هي أول ظهور علني له بصفته المسيح المنتظر، بصفته ابن الله وحمل اله الرافع خطيئة العالم. رواية الميلاد هي أدنى إلى المقدّمة، وهي تظهر السيد للخاصة لا للعامة.

أما الشهادة للرب يسوع فهي من الله أولاً وأخيراً. من الروح القدس الذي شهد له بانحداره عليه بهيئة جسمية، مثل حمامة. ومن الآب الذي شهد له بصوت من السموات يقول: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت". ومن يوحنا المعمدان المرسل من الله، الذي شهد له قائلاً: "أنا لم أكن أعرفه ولكن الذي أرسلني لأهمّد بالماء، ذاك قال لي.. هو الذي يعمّد بالروح القدس. وأنا قد رأيت وشهدت ان هذا هو ابن الله" (يوحنا 1: 23-34)

من ناحية هويّة الرب يسوع، شهد يوحنا أن الآتي بعده أقوى منه وأنه هو ـ أي يوحنا ـ لا يستحق أن يحمل حذاءه، أو أن يحل سيور حذائه. وعندما دنا يسوع ليعتمد منه منعه بحجة أنه هو المحتاج أن يعتمد منه. كما قال عنه إنه ـ أي المسيح ـ يأتي من فوق وهو فوق الجميع (يوحنا 3) وأنه صار قدّامه وقد كان قبله". ومن ملئه نحن جميعاً أخذنا ونعمة فوق نعمة" (يوحنا 1)

من ناحية دور يوحنا، أكد أنه عمد بالماء إظهاراً للرب يسوع المسيح لإسرائيل (يوحنا 1: 31) وأنه مرسل أمامه (يوحنا 3: 28) وأنه ليس سوى صوت صارخ في البرية "قوّموا طريق الرب" وأنه مجرد صديق للختن وليس الختن.

من ناحية عمل الرب يسوع، شهد يوحنا أن هذا هو المخلص الفادي. بكلام إنجيل يوحنا: "هذا هو حمل الله الرافع خطيئة العالم" (يوحنا 1: 29) كما شهد يوحنا أن يسوع سوف يعمّد بالروح القدس ونار وبه ستكون دينونة العالمين.

هذا ويتحدث يوحنا الحبيب في إنجيله عن ظهور الرب يسوع كنور، لا بل عن كونه "النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان.." كما يتحدث يوحنا المعمدان بصفته الآتي "ليشهد للنور كي يؤمن الكل بواسطته" (يوحنا 1: 7)

على أنه بظهور الرب يسوع استبان الله ثالوثاً. هذا أيضاً إعلان جديد، كشف جديد. في العهد القديم أحدية الله كانت هي الكشف والختم بصورة مميزة. الثالوث عبر العهد القديم ألقى بظلاله ولمّا يستعلن. أما الآن فبلغنا ملء الزمن. بظهور الرب يسوع ظهر الله آباً وابناً وروحاً قدساً. استبان التلازم بين الآب والابن والروح القدس". "ان الثالوث إلهنا قد أظهر لنا اليوم ذاته خلواً من انقسام" (ايذومياالة الساعة الثالثة – سواعي الظهور). لم يكن الرب يسوع ليشهد لنفسه. "ان كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقاً" (يوحنا 5: 31). الآب شهد له والروح القدس كذلك. وكما يحوّل الآب كل انتباه إلى الابن: "هذا هو ابني الحبيب.." يحوّل الابن كل انتباه إلى الآب ولا يقدر إلا أن يفعل كذلك تقديماً وتعظيماً وتمجيداً. الابن شفّاف للآب. وجوده بالذات يكشف وجه الآب. من عرف الابن عرف الآب لا محالة" أنا في الآب والآب فيّ". "من رآني فقد رأى الآب"... "ليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له" (لوقا 10: 22). إنها طبيعة العلاقة بين الآب والابن، كل يشهد للآخر وكل يأتي بالآخر وكل يمجد الآخر. "لست أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني" (يوحنا 5).

نزول الرب يسوع في مياه الأردن أدخل الخليقة في واقع جديد بالكلية. المياه رمز للحياة. لحياتنا، لنا. الرمز هنا هو ما ينطوي على الحقيقة الإلهية المعتلنة التي هي أكبر من عقولنا. فالرب يسوع انغمس في حياتنا، دخل فيها بالكلية. اتخذها. لم يبق في مستوى التماس الخارجي. تسربل المياه، بحسب تعبيرنا الليتورجي. وإذ فعل ذلك قدّسها. قدسنا. "اليوم طبيعة المياه تتقدس". تستنير، أضحى فيها السيد كلهيب (الأودية السابعة). جلب طوفاناً جديداً. طوفان نوح أغرق الخطأة وطوفان السيد أغرق الخطيئة (الأودية السابعة). "اليوم مياه الأردن تتحول إلى أشفية بحضور الرب.. اليوم تمحى زلات البشر.. اليوم اعتقنا من النوح القديم.. اليوم نجونا من الظلمة وينور معرفة الله استنرنا.. اليوم السيد يوافي إلى المعمودية لكي يُصعد البشر إلى العلاء.." إفشين القديس صفرونيوس الأورشليمي)

ثمة ولادة جديدة، حياة جديدة، خليقة جديدة تتبرعهم ههنا. السيد يتصدى لـ"الثعبان المؤذي الكلي الشر". يأتي لينقذنا من كل حيل التنين وفخاخه (سواعي الظهور الساعة الثالثة). بتقديسه طبيعة المياه صنع لنا "طريق إعادة الولادة بالماء والروح وأعادنا إلى الحرية الأولى" (صفرونيوس). بحسب تعبير الاقديس كيرللس الأورشليمي: "أول المسكونة ماء وأول البشارة الأردن". معمودية السيد تأتينا كختم، كعربون، كاعتلان لما أتى من أجله، لما هو مزمع أن يحققه. نزوله إلى الماء رسم لنزوله إلى الجحيم بالموت حتى متى خرج بالجسد من المياه، من الموت، بالقيامة، أخرجنا إلى الحياة الجديدة، انفتحت لنا به السموات كما انفتحت له إثر خروجه من الأردن.

ثم أن السيد بنزوله إلى المياه استبان فيه التواضع الأقصى كإله وخالق، إذ أفرغ نفسه آخذاً صورة عبد من أجلنا. وإذ اقترن التواضع فيه بالمجد الإلهي الذي شق السموات وانحدر عليه، رسم لنا بروحه ولحمه ودمه طريق الشركة في موته وقيامته. هذا ما سمّاه الرسول بولس، في كلامه عن المعمودية والموت والقيامة، "جدّة الحياة" لما قال: ".. نحن الذين متنا عن الخطيئة كيف نعيش بعد فيها. أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته. فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً في جدّة الحياة" (رومية 6).

إزاء هذا الظهور الإلهي، إزاء هذا الفجر الجديد، تجد الخليقة نفسها في دهش، في حال من الخوف والذهول، في حيرة ما بعدها حيرة. نصوصنا الليتورجية تنضح بهذا الدهش تعبيراً شكرياً تسبيحياً على أجمل وأغنى ما يكون التعبير حتى إنك بإزاء هذا الحدث العظيم تجدك تخوض والكون كله ملحمة الملاحم على عتبات الملكوت. المياه فزعت. الأردن رجع إلى الوراء. انعكس جريه. هرب. البحر احتشم. السابق ارتعب. ابتهجت نفسه وارتعدت يده. مصاف الملائكة اندهشوا بخوف وفرح، وجنس البشر، بلسالن صاحب الإفشين الكبير، يعلن حيرة: "إني أنا عبدك الخاطئ غير المستحق، إذ أذيع عظائم عجائبك يشملني الخوف فأهتف إليك بخشوع قائلاً: "عظيم أنت يا رب وعجيبة أفعالك وليس من قول يفي بتسبيح عجائبك.."

قصة معمودية يسوع كما سردها الإنجيليون

كان يوحنا يعمِّد في البرية ويكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا قائلاً: "توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات" (متى 1 :2) وخرج إليه جميع كورة اليهودية وأهل أورشليم ومن جميع المدن والقرى التي تحيط بها، واعتمدوا جميعهم منه في نهر الأردن معترفين بخطاياهم، وكان يكرز قائلاً: "يأتي بعدي من هو أقوى مني الذي لست أهلاً أن أنحني وأحل سيور حذائه، أنا أعمدكم بالماء وأما هو فسيعمِّدكم بالروح القدس" (مرقس 1 :7-8).

لما بلغ يسوع الثلاثين من عمره حان وقت بدء عمله الخلاصي، فذهب إلى نهر الأردن ليعتمد من يوحنا فلما رآه مقبلاً قال "هوذا حملُ الله الذي يرفع خطيئة العالم، هذا هو الذي قُلت عنه يأتي بعدي رجل صار قدّامي لأنه كان قبلي وأنا لم أكن أعرفه لكن لكي يظهر لاسرائيل جئت أُعمِّد بالماء. وشهد يوحنا قائلاً إني قد رأيت الروح نازلاً مثل حمامة من السماء فاستقرَّ عليه. وأنا لم أكن أعرفه. لكن الذي أرسلني لأعمِّد بالماء ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلاً ومستقراً عليه فهذا هو الذي يعمِّد بالروح القدس وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله (يوحنا 1: 29-34).

اقترب يسوع من يوحنا وطلب منه ان يعمِّده فوقف يوحنا منذهلاً، لأنه كان يدعو الخطأة ليتوبوا ويعتمدوا والان جاء المنزَّه عن الخطيئة ليعتمد منه فمنعه يوحنا قائلاً: "أنا محتاج أن أعتمد منك وانت تأتي اليَّ؟" فأجاب يسوع وقال له: "إسْمَح الآن لأنه هكذا يليق بنا أن نُكمِّل كل برّ، حينئذ سمح له فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء، واذا السماوات قد انفتحت له فرأى روح الله(الروح القدس) نازلاً مثل حمامة وآتيا عليه. وصوت من السماوات قائلاً "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت"(متى 3: 15-17).

وفي يوم العيد يقيم الكهنة صلاة خاصة لتقديس الماء ويرشون بها الناس والبيوت لتقديسها.

تحتفل كنيستنا الأرثوذكسية في هذا العيد في اليوم السادس من شهر كانون الثاني.

الطروبارية على اللحن الأول

"في اعتمادك يا رب في نهر الأردن ظهر السجود للثالوث واضحاً، فإن صوت أتاك بالشهادة مسمياً إياك ابناً محبوباً، والروح بهيئة حمامة يؤكد حقيقة الكلمة، فيا من ظهرت وأنرت العالم، أيها المسيح الإله المجد لك".
Admin
Admin
Admin

المساهمات : 271
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
العمر : 35
الموقع : www.orthodox.yoo7.com

http://www.orthodox.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى