مــنــتــدى الــكــنــيــســة الأرثــوذكــســيــة - فــلــســطــيــن - الأرض الــمــقدســة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القديس البار جراسيموس الأردني

اذهب الى الأسفل

القديس البار جراسيموس الأردني Empty القديس البار جراسيموس الأردني

مُساهمة  Admin الإثنين مارس 17, 2008 12:31 am

القديس البار جراسيموس الأردني

هو من مقاطعة ليسيا في أسيا الصغرى. اقتبل الحياة الرهبانية في وطنه وأصاب نجاحات كبيرة في مواجهة رئيس سلطان الهواء (أف2:2).

بعد أن غادر جراسيموس ليسيا، جاء إلى فلسطين واعتزل في إحدى البراري على امتداد نهر الأردن. ويبدو أن إبليس تمكن من خداعه هناك لفترة من الوقت بعد سنتين من انتقاله، فإن ثيودوسيوس الدَّجال استماله إليه وإلى القول بالطبيعة الواحدة. لكن العناية الإلهية لم تشأ أن تشمل الظلمة رجل الله بسبب حُسن وسلامة نيَّته وبساطة قلبه. لذا لفت عبده جراسيموس إلى القديس أفثيميوس الذي كان معروفاً في تلك الأصقاع أنه رجل ممتلئ من روح الله، فمالت نفس جراسيموس إليه. وإذ أتاه أحبَّه وسمعه، وأخذ يتردد عليه. لهذه العلاقة الطيبة بين الاثنين كان الفضل في عودة جراسيموس عن الضلالات التي ألقاه فيها ثيودوسيوس مغتصب الكرسي الأورشليمي.

أمضى جراسيموس في الأردن معتزلاً بعض الوقت ثمَّ بدأ التلاميذ يفدون عليه. لهؤلاء بنىَ رجل الله ديراً كبيراً مكوَّن من سبعين قلاية للنسَّاك كان الدير يقوم على حياةِ شركةٍ وفق قواعد تقوى مارسها القديس جراسيموس وفرضها على الذين معه، نذكر منها:

العيش في حياة شركة طوال فترة تعلم الأصول الرهبانية.

الانتقال إلى حياة التوحد وملازمة القلالي بعد تجاوز مرحلة ترويض النفس والجسد.

عدم حبَّ القنية، والعيش دون التعلق بكل ما هو مادي.

العيش بفقرٍ شديد.

عيش حياة صلاة دائمة مقترنة بشغل الأيدي.

كان جراسيموس صارماً في حفظ قانون الحياة بين رهبانه. لأنه كان يخشى أن يؤول الأمر إلى تراخي رهبانه. فعوض أن تسمو أذهانهم إلى العلويات تهوي إلى السفليَّات، فكان لهم مثالاً صالحاً ليقتدوا به.

يُروى عن القديس جراسيموس: أنه فيما كان يوماً يتمشّى على ضفة النهر. دنا منه أسد يزأر متوجعاً. اخترقت قدمه رأس قصبة. فلمّا رآه جراسيموس جلس وفتح الجرح وأخرج القصبة ونظّف الجرح ولفّ القدم بقطعة قماش. وتركه لينصرف. لم يشأ الأسد الانصراف فقبله الراهب.

فصار يرافق الراهب في دخوله وخروجه، ومذ ذاك الوقت صار يطعمه الخبز والخضار المسلوقة.

وكان هناك حمار يستعين به الأخوة على نقل حاجتهم من المياه من نهر الأردن. وكان الأسد يخرج بالحمار إلى ضفة النهر ليرعى ثم يعود به إلى الدير.

وحدث في أحد الأيام أن كان الحمار يرعى تحت حراسة الأسد ولكنه ابتعد قليلاً ولم يلاحظه الأسد، فمرّ جمّالون فوجدوا الحمار فأخذوه وذهبوا.

بحث الأسد عن الحمار فلم يجده فعاد إلى الدير حزيناً فظنّ جراسيموس أن الأسد عاد إلى وحشيته وافترس الحمار فقال له: "أين الحمار؟" فصمت الأسد وأحنى رأسه.

فقال له الراهب: هل افترسته؟ إني باسم الله المبارك أقول لك، ما اعتاد الحمار فعله، عليك أنت أن تفعله من الآن فصاعداً.

من تلك اللحظة أخذ الأسد يحمل البردعة والآنية الأربعة للمياه. بقي الأسد على هذه الحال زماناً طويلاً إلى أن مرّ عسكري بالمكان فرأى الأسد يحمل المياه فتعجب وسأل عن السبب. فأسف لحال الأسد وأخرج ثلاث قطع فضية أعطاها للرهبان ليشتروا حماراً ويطلقوا سراح الأسد.

فانطلق الأسد حراً. فبينما كان الأسد يتنقل حراً فإذا به يجد نفسه وجهاً لوجه أمام الحمار الضائع. فانقض عليه وجرّه إلى الدير. بحث عن جراسيموس وقدّم له الحمار.

عرف الرهبان أنه اتهم الأسد ظلماً. فسمّاه، مذ ذاك، أردن. وعاش الأسد مع جراسيموس خمس سنوات لا ينفصل عنه. فلما رقد قديسنا بالرب ودفنه الآباء، حدث أن الأسد، وبتدبير من الله، لم يكن موجوداً. فلما عاد الأسد أخذ يبحث عن صديقه فلم يجده. وإذ رآه تلميذ القديس جراسيموس قال له: يا أردن لقد غادرنا راهبنا يتامى إلى الرب ولكن تعالَ و ُ كلْ. فلم يشأ الأسد أن يأكل. كان ينظر يميناً ويساراً باحثاً عن صاحبه وهو يزأر. حاولوا التخفيف عن الأسد. وقالوا له لم يعد هنا كان الأسد يزداد زئيراً وأنيناً.

فقال له ساباثيوس تعال معي يا أردن طالما لا تصدقنا فسأريك أين وضعناه. فلما بََلغنا القبر قال ساباثيوس: هنا يرقد راهبنا، ثم جثا على ركبتيه، فلما رآه الأسد جاثياً ضرب رأسه أرضاً وزأر زئيراً عظيماً وسقط عند القبر صريعاً.

ما نتعلمه من هذه القصة من حياة القديس أن الله يمجّد الذين يمجدونه لا فقط في مدة حياتهم ولكن بعد رقادهم أيضاً.

وتعيدنا هذه القصة إلى الفردوس. ذلك أن الإنسان كان يعيش في حياة ألفة مع الله ومع نفسه حتى مع جميع الحيوانات ولكن بسبب الخطيئة سقط الإنسان وتهشّمت هذه الألفة وأخذ يذبح الحيوانات ويقتلها ويأكلها وأخذت هذه أيضاً تزعجه وتؤذيه.

هذه الحالة من الفساد هي حالة غير طبيعية نتجت عن السقوط ولكن المسيح بموته على الصليب وقيامته أخذ طبيعتنا الفاسدة وألَّهها. لذلك القديسون بنعمة الله وبمحاربتهم للخطيئة يعيشون على الأرض وكأنهم في الفردوس. فهم يّتصفون بالرقة والشفافية والرحمة نحو الجميع حتى نحو الحيوانات (كما كانت حالة الإنسان قبل السقوط) الحالة الطبيعية.

والحيوانات إذ تشعر بهذا فلا تعد تؤذيهم. (بالرغم من أن هذا الكلام يبدو غريباً بالنسبة لعالمنا المعاصر). وهذا أيضاً يفسّر لنا لماذا بعض الرهبان لا يأكلون اللحم. إذ أنهم يتوقون لعيش الفردوس من الآن. فبشفاعة قديسك جراسيموس أيها الرب يسوع المسيح إلهنا املأ قلوبنا رحمة وارحمنا وخّلصنا آمين.

يُعيّد للقديس جراسيموس في ٤ آذار من كل عام.

طروبارية باللحن الأول
ظهرتَ في البرية مستوطناً وبالجسم ملاكاً، وللعجائب صانعاً، وبالأصوام والأسهار والصلوات، تقبَّلت المواهب السماوي، فأنت تشفي السقماء ونفوس المبادرين إليك بإيمان، يا أبانا المتوشح بالله جراسيموس، فالمجد لمن وهبك القوَّة، المجد للذي توَّجك، المجد للفاعل بك الأشفية للجميع.
Admin
Admin
Admin

المساهمات : 271
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
العمر : 35
الموقع : www.orthodox.yoo7.com

http://www.orthodox.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى